القاهرة ـــ الأخبارأكّدت مصادر دبلوماسية ليبية لـ«الأخبار» أمس، أنّ المفاوضات التي جرت في العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي، بين مسؤولين ليبيّين وأميركيّين، قد نجحت في وضع مسار جديد بالنسبة إلى ملفّ التعويضات المالية المتعلق بأهالي ضحايا «لوكربي»، الذي لا يزال يعرقل رغبة طرابلس في تعزيز علاقاتها مع واشنطن. وأوضحت المصادر أنّ «المفاوضات أدت إلى الاتفاق على وضع آلية ثنائية خاصة بالتعويضات التي يتعين على الطرفين دفعها في مقابل تسويات قانونية وقضائية مرتقبة
، بالإضافة إلى تعهّد ليبيا بسداد حصتها الباقية من إجمالي التعويضات الخاصة» بأهالي ضحايا طائرة الـ«بان أميركان» التي انفجرت فوق ضاحية لوكيربي الاسكتلندية عام 1988.
وكشفت المصادر النقاب عن أنّ طرابلس وافقت على دفع تعويضات إضافية لعشرات المواطنين الأميركيّين الذين تعرّضوا للقتل أو للإصابة بسبب «عمليات إرهابية» سابقة يُشتَبَه في تورّط مسؤولين ليبيين فيها.
وأوضحت المصادر أن بعض هذه العمليات نفّذتها تنظيمات فلسطينيّة مثل جماعة القيادي الفلسطيني الراحل صبري البنا (أبو نضال) الذي تتّهمه الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بتنفيذ سلسلة عمليات لمصلحة ليبيا.
وبموجب الاتفاق، يُرَجَّح أن تدفع ليبيا نحو ستة مليارات دولار، بينما ستخصّص الولايات المتحدة مبلغاً لم تحدّد قيمته بعد، لتدفعه إلى ليبيا تعويضاً عن الهجمات التي شنتها الطائرات الأميركية على مدينتي طرابلس وبنغازي عام 1986. وقال مسؤول ليبي، لـ«الأخبار»، إنّ الاتفاق على إنهاء ملف التعويضات «يستهدف ضمان عدم ملاحقة ليبيا قضائياً أو محاولة مصادرة أموالها واستثماراتها في الأسواق الأميركية لاحقاً».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد اكتفت، عقب مفاوضات جرت في لندن أخيراً بين ممثّلين ليبيّين وأميركيّين، بإصدار بيان صحافي مقتضَب، أعلنت فيه أنّه تمّ خلال مفاوضات يومي 28 و29 أيّار الماضي، تأكيد رغبة الطرفين في العمل لتسوية جميع المطالبات على وجه السرعة من خلال إنشاء آلية للتعويض العادل.
على صعيد آخر، أعلنت مصادر السفارة الأميركية في طرابلس، أنها نقلت مكاتبها المستأجَرة سابقاً من أحد فنادق العاصمة الليبية، إلى شارع الجرابي خلف مصحّة التشخيص الليبي ــ السويسري. كما أعلنت نقل مكاتب القسم القنصلي إلى مقرّ سكن السفير الأميركي الكائن في منطقة السراج على الطريق الرابطة بين السراج والكريمية، على مقربة من سكن السفير الصيني.
ولم توضح السفارة مبرّرات هذا الانتقال المفاجئ، علماً بأنّ واشنطن كانت قد أعربت عن رغبتها ببناء مقرّ جديد لسفارتها في طرابلس.