برزت الخلافات الإيرانية الداخلية بشأن الملف النووي أمس، لتؤكد تباين وجهات النظر بين الرئيس محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى الجديد، علي لاريجاني الذي أقيل في كانون الأول الماضي من منصبه كأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي بسبب معارضته لسياسة الرئيس. وقال نجاد أمس إن إيران لن تعيد النظر في الوقت الحالي، في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مناقضاً بذلك تصريحاً أدلى به لاريجاني الأربعاء الماضي، وأعلن خلاله أن طهران يمكن أن تعيد النظر في تعاونها مع الوكالة بعدما عبّرت هذه الأخيرة عن أسفها لرفض الجمهورية الإسلامية الإجابة عن أسئلة عن شق عسكري محتمل في برنامجها النووي.وأوضح الرئيس الإيراني، إثر اجتماعه بلاريجاني، «في الوقت الحالي، ما من ضرورة لإعادة النظر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غير أن تحذير البرلمان كان ملائماً». من جهة ثانية، قال الرئيس الإيراني، أمام زوار أجانب لمناسبة ذكرى رحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، إن «لبنان قد تحوّل اليوم إلى بلد قوي مُرّغ فيه أنف أميركا والصهاينة بالتراب»، مضيفاً «لا شك في أنّ الأعداء خطّطوا في ما يتعلق بالأحداث الأخيرة في لبنان لإثارة الفوضى في هذا البلد والتمهيد لشن هجوم آخر إلا أن صمود الشعب اللبناني حال من دون تنفيذ هذا المخطّط».
وفي فيينا، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة، محمد البرادعي، طهران إلى «تقديم كشف كامل عن أنشطتها النووية المثيرة للجدل». وقال البرادعي، أمام اجتماع مجلس حكّام الوكالة الذي افتتح أعماله أمس لبحث الملف النووي الإيراني، «مرّت خمس سنوات منذ أن بدأت هذه المرحلة من التدقيق المكثّف في البرنامج النووي الإيراني». وأشار البرادعي إلى تحقيق «تقدّم نوعي على صعيد إيضاح العديد من جوانب البرنامج النووي، ولا سيما في ما يتعلق ببرنامج تخصيب اليورانيوم»، إلّا أنّه رأى أنّ «من الضروري أن تتمكّن الوكالة من التوصل إلى خلاصة في ما يتعلّق بطبيعة البرنامج الإيراني قبل هذه المرحلة»، لافتاً إلى أنّ «هذا يتوقّف بشكل أساسي على إبداء إيران الشفافية اللازمة وتقديمها كشفاً كاملاً». وتوجّه إلى طهران قائلاً إن «الوكالة الدولية ترغب في الحصول على إيضاحات عن مجموعة التكهنات والمسائل المتعلقة بوجود أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني». وفي الرياض، يجري رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني، أكبر هاشمي رفسنجاني، محادثات مع المسؤولين السعوديين بشأن الملفين اللبناني والفلسطيني والعلاقات الثنائية.
وأشارت مصادر دبلوماسية إيرانية في الرياض، إلى أنّ زيارة رفسنجاني، التي تتم بناءً على دعوة رسمية من الملك السعودي عبد الله للمشاركة في مؤتمر بشأن الوحدة الإسلامية، تهدف إلى تثبيت ما توصّلت إليه الأطراف اللبنانية والدول العربية من تصالح في العاصمة القطرية، الدوحة.
وأضافت المصادر إنّ «الجانبين (السعودي والإيراني) سيعملان خلال اللقاء على تنشيط الاتصالات الثنائية على أعلى مستوى بعدما أصابها بعض التعثّر والتوتّر على خلفية التصعيد الأخير في لبنان». إلى ذلك، أعلن رئيس تحرير وكالة أنباء «فارس» المقرّبة من الحكومة، عبّاس تفنغار، أنّ السلطات قرّرت تعليق عملها لثلاثة أيام. وكشفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «أرنا» أنّ «فارس» عُلِّقت لنشرها أنباءً خاطئة وتعكير صفو الأمن العام.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)