نتعامل مع أي حكومة وطنيّة لبنانيّة والترسيم بعد زوال الاحتلالوأشار الأسد إلى أنّه ليس هناك مشكلة بين سوريا وكل من مصر والسعودية من وجهة النظر السورية. وقال في هذا الصدد «هناك تصريحات، الأسبوع الماضي، ذكرت أن الخلافات (هي) بخصوص الأزمة اللبنانية. ونسأل هل هناك موضوع آخر للخلاف بعد أن حُلَّت الأزمة اللبنانية؟ ونحن في انتظار الردّ».
ونفى الأسد وجود مبادرة سورية للقاء مع القيادات المصريّة والسعوديّة «لتوضيح وجهة نظر دمشق وإزالة سوء الفهم». ورأى أنّ «الاختلاف في وجهات النظر شيء طبيعي ولا حاجة للوساطة بين الأشقاء».
وفي السياق، أكّدت مصادر مصريّة رفيعة المستوى لـ«الأخبار»، أنّ لا سبب يحول دون قيام الأسد بزيارة القاهرة، لكنّها أكّدت ضرورة أن «تسهم أي قمّة مصرية ــــ سورية مرتقبة في تخفيف حدّة التوتر التي تعانيها بعض العلاقات العربية».
ورأت مصادر عربيّة في العاصمة المصريّة أنّ تصريحات الأسد تشير إلى أنّ الوساطة القطرية غير المعلَنة، على خطّ دمشق ــــ القاهرة، ما زالت تصطدم برفض مصري غير معلَن.
وفيما يختصّ بالعلاقات الفرنسيّة ــــ السوريّة، أكّد الرئيس السوري أنّها «تمرّ في الفترة الحالية بمستوى أفضل ممّا كانت عليه، وخاصة بعد أن بدأ العالم يتفهّم الموقف السوري من الأزمة اللبنانية».
وردّاً على سؤال عن نيّة دمشق فتح سفارة لها في لبنان تلبية لطلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أشار الأسد إلى أنّ «هذا مطلب للرئيس السوري منذ عام 2005، انطلاقاً من حرص سوريا على الحوار». وشدّد على أنّ دمشق على استعداد للتعامل «مع أية حكومة وطنية (في لبنان) بغض النظر عن الأشخاص».
وبالنسبة إلى ترسيم الحدود بين البلدين، رأى أنّ «المشكلة ليست بين سوريا ولبنان، بل بين لبنان وإسرائيل، حيث إنّ هناك احتلالاً لأراضٍ لبنانية، وعندما تُحَلّ هذه المشكلة نحن جاهزون لترسيم الحدود مع لبنان».
وعن المفاوضات السورية ــــ الإسرائيلية غير المباشرة، جدّد الرئيس السوري التأكيد أنّ بلاده سبق أن اشترطت للسير في هذه المفاوضات، قبولاً إسرائيلياً بإعادة الجولان. ولفت إلى أنّ نجاح هذه المفاوضات «مرهون بالنيّات الإسرائيلية والمتغيّرات السياسية في العالم».
وشدّد على أنّ «مراحل لاحقة من هذه المفاوضات بحاجة إلى رعاية دولية، وخاصة من الولايات المتحدة الأميركية، بصفتها قوة عظمى ولها علاقات قوية ومميّزة مع إسرائيل».
وردّاً على سؤال آخر عن موقف بلاده إذا ما تعرّضت إيران لضربة نوويّة، أجاب بأنّ سوريا «ليس في نيّتها الدخول في حرب، ولكن جيران إيران هم من سيكونون المتضرّر الأكبر، وهذا ما أوضحوه للولايات المتحدة الأميركية».
(الأخبار، وام)