واشنطن ــ محمد سعيدتوقّع مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن تجري المفاوضات بين سوريا وإسرائيل بشأن الجولان «بشكل سريع»، مشيراً إلى رغبة بلاده في حضور الرئيس السوري بشار الأسد مؤتمر «الاتحاد من أجل المتوسط» في باريس، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني التطبيع مع تل أبيب، المدعوة أيضاً إلى المؤتمر المقرّر في 13 تموز المقبل.
وقال المصدر الفرنسي، لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، إن مشاركة الأسد «ستمثّل نقطة انطلاق جديدة للعلاقات السورية ـــ الفرنسية، وحيث يمكن أن يشهد العام الحالي الكثير من الاتصالات بين البلدين بغية استئناف علاقاتهما في مختلف المجالات».
في هذا الوقت، وفي ما يتعلق بالموافقة السوريّة على زيارة وفد من المفتشين الدوليين موقع دير الزور الذي استهدفته غارة إسرائيلية في أيلول الماضي، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن «دبلوماسي غربي قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا قوله إن «المفتشين تقدموا بالتماس للتوجه إلى أماكن أخرى»، مشيراً إلى أن «هذه الزيارة ستكون الأولى، وستتبعها زيارات أخرى، وأن الزيارة الواحدة ستشمل جولة واحدة فقط».
وأوضح الدبلوماسي الغربي أن «دمشق ستسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى الموقع النووي الواقع على نهر الفرات، إلا أنها رفضت طلب الوكالة بالتوجه إلى ثلاثة مواقع أخرى على الأقل، تزعم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أنها ربما تكون مرتبطة ببرنامج لإنتاج الأسلحة النووية».
وأكد دبلوماسي أميركي لدى وكالة الطاقة أنه «من الصعب عليها التقدم بطلب لدخول المواقع قبل أن تحصل على أي معلومات، حيث توافرت هذه المعلومات في المرة السابقة من الولايات المتحدة». وأضاف أن «وكالة الطاقة أخبرت سوريا في وقت سابق أنها ستكون مهتمة برؤية الموقع، إلا أنها لم تكن تمتلك أي أرضية تستند إليها حتى وقت قريب».
وانتقد السفير السوري لدى الولايات المتحدة، عماد مصطفى، الإدارة الأميركية بسبب الادعاءات عن وجود مواقع إضافية. وقال «لماذا يطلبون التوجه إلى مكان آخر؟ إنها قصة لا تنتهي، كلما طلبت إسرائيل أن يتوجه المفتشون إلى سوريا. فما عليها سوى أن تدّعي أن هناك موقعاً نووياً. جميع المحللين يعلمون أنه ليس موقعاً نووياً، ولن نسمح بأن نكون عبيداً للرغبات المتغيرة للحكومة الأميركية وإسرائيل، وعندما يُكشف عن الحقيقة، سيلحق العار بهذه الحكومة».
إلى ذلك، دعت الحكومة السورية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن الدولي للتدخل «لتأمين الرعاية الطبية الملائمة» لأسير سوري معتقل في إسرائيل منذ نحو ربع قرن.
وقال بيان لوزارة الخارجية السورية «مضى على الأسير سيطان نمر الولي أكثر من 24 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عانى خلالها أبشع أشكال المعاملة اللاإنسانية». وأضاف «لقد خضع أخيراً إلى عملية استئصال الكلية بعد معاناة طويلة مع المرض... وتؤكد التقارير الطبية أن الأسير الولي في حاجة إلى عمل جراحي جديد، وأن سلطات سجن الرملة قررت إجراء هذه العملية في مستشفى السجن الذي يفتقد للكادر الطبي والمعدات، بما يعرّض حياة الأسير الولي للخطر». وتابع البيان أن الحكومة السورية «تحمّل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الحالة الصحية لجميع الأسرى السوريين في سجون الاحتلال».
وبحسب لجنة دعم أسرى الجولان المحتل، هناك 16 أسيراً سورياً في السجون الإسرائيلية أدينوا «بالقيام بأعمال مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي».