هاجم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي، أمس، بعض الحكومات الإسلامية والعربية، متهماً إيّاها بدعم إسرائيل، وقال إن بلاده لا تنوي امتلاك سلاح نووي انطلاقاً من مبادئ دينية، في تأكيد يأتي غداة تهديد المرشّح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، جون ماكين، بفرض عقوبات جديدة صارمة على طهران. وقال خامنئي خلال إحياء ذكرى رحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني جنوب طهران، إن «الغرب يتّهم إيران بأنها تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، ويحاول تبرير مزاعمه أمام الرأي العام بشتّى الطرق والوسائل، لكن الشعب الإيراني أكد مراراً وتكراراً أنه لا ينوي امتلاك السلاح النووي وفقاً لمبادئه الدينية التي يلتزم بها».
وأضاف خامنئي أنه «في الوقت الذي يتحرك الأميركيون في المقدمة ويتبعهم بعض الأوروبيين في معارضتهم امتلاك الشعب الإيراني الطاقة النووية. نجدهم يعقدون اتفاقيات للتعاون في مجال الطاقة النووية مع دول أقل تطوراً من إيران من الناحية العلمية والصناعية».
وشدد خامنئي، من ناحية أخرى، على أن «ما يُعزّز قوة الكيان الإسرائيلي هو الدعم السافر الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل ومواقف بعض الحكام في الدول العربية الإسلامية، وعدم قيامهم بمسؤولياتهم تجاه فلسطين»، مشيراً إلى أن «الحكومات ليست مواكبة لشعوبها في هذا المجال».
وفي الشأن الإيراني الداخلي، حذّر خامنئي شباب بلاده من سعي «أعداء إيران» الغربيين لإضعافها من خلال الترويج للانحلال الأخلاقي والمخدرات. وقال «لقد أصبح اليوم واجباً أساسياً على الشعب الإيراني، وخصوصاً الشباب، محاربة المؤامرات المنظمة لدفع الشباب الإيراني إلى رغبات وشهوات الجسد والمخدرات أو الجنس».
وكان ماكاين هدد أول من أمس بفرض عقوبات جديدة صارمة على إيران إذا لم توقف برنامجها النووي، بما في ذلك حرمانها من إمدادات الوقود. وانتقد منافسه الديموقراطي باراك أوباما، لعرضه إجراء محادثات على مستوى الرؤساء مع طهران، ووصف ذلك بأنه «قراءة خاطئة خطيرة للتاريخ».
وقال ماكاين، في المؤتمر السنوي للجنة العلاقات الأميركية ـــ الإسرائيلية، إن «سعي إيران المتواصل لامتلاك أسلحة نووية يمثل خطراً غير مقبول، خطراً لا نسمح به»، مشيراً إلى أن «فرض قيود مشددة على واردات إيران من الوقود ستخلق ضغطاً فورياً على خامنئي ونجاد لتغيير مسارهما ووقف مساعي الحصول على أسلحة نووية».
وانتقد ماكاين أيضاً أوباما، محاولاً تصويره على أنه يفتقر إلى الخبرة في الشؤون العالمية، بسبب عرضه إجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين. وقال، إن «فكرة أنهم يسعون الآن لامتلاك أسلحة نووية لأننا نرفض إجراء محادثات معهم على مستوى الرؤساء هي قراءة خاطئة للتاريخ». وأضاف «نسمع حديثاً عن عرض للقاء القيادة الإيرانين، ومن الصعب أن نرى ما يمكن أن تخرج عنه مثل هذه القمة مع الرئيس نجاد من نتائج سوى مجموعة من الترّهات المعادية للسامية، وتوفير جمهور عالمي لرجل ينكر وقوع الهولوكوست (المحرقة اليهودية) ويتحدث أمام جماهير متحمسة عن بدء هولوكست آخر».
وقال المتحدث باسم حملة أوباما، هاري سيفوغان، «يواصل ماكاين جدول عمل يقوم على مواصلة سياسات جورج بوش الفاشلة».
وفي السياق، عزّزت نتائج استطلاع للرأي نشر الاثنين، موقف أوباما، حيث عبّر ثلثا الأميركيين عن اعتقادهم بأنها فكرة جيدة أن يلتقي الرئيس الأميركي قادة دول معادية، فيما قال 59 في المئة من المستطلعين إنهم سيدعمون إجراء محادثات مع الرئيس الإيراني.
(يو بي أي، رويترز، أ ف ب)