مهدي السيدأعرب مسؤولون أميركيون عن قناعتهم بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت تعيش آخر أيامها، في وقت تستمر فيه التحضيرات في حزب «كديما» لتحديد موعد الانتخابات التمهيدية، فيما أظهرت آخر استطلاعات الرأي تقدم هذا الحزب برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، على حزب الليكود في الانتخابات العامة.وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن موظفاً رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قال لمحفل إسرائيلي، على خلفية فضيحة الفساد المالي المتهم بها أولمرت، إن «حكمه يقترب من نهاية دربه، ومن شأن هذا الأمر المسّ بالخطوات الجارية في مقابل السلطة الفلسطينية».
وبحسب «يديعوت»، «هناك تفاصيل أخرى سُمعت من محافل إسرائيلية على علاقة متواصلة مع إدارة (الرئيس جورج) بوش في اليومين الماضيين. ومن جملة الأمور، قيل إن ثمة خشية في إدارة بوش من أن المكانة الشعبية الهشّة لأولمرت قد تمسّ بالخطوات السياسية».
وأكدت محافل إسرائيلية في الولايات المتحدة لـ«يديعوت» أن «الأميركيين يطرحون أسئلة عن كيفية تأثير قضية الدولارات في المظاريف على العملية السياسية مقابل الفلسطينيين». وبحسب كلام المسؤول الإسرائيلي الذي «يحظى بثقة كبيرة في الإدارة الأميركية»، «ثمة على الأقل مسؤول كبير واحد في الإدارة الأميركية لا يتردد في القول إن هذه الأيام قد تكون آخر أيام حكومة أولمرت».
في هذا الوقت، تتواصل التحضيرات والاستعدادات داخل حزب «كديما» لخوض الانتخابات التمهيدية. ولهذه الغاية، يعمل المسؤول عن شؤون الحزب، عضو الكنيست تساحي هانغبي، على إيجاد موعد متفق عليه للانتخابات التمهيدية بين المرشحين الأربعة لرئاسة الحزب: تسيبي ليفني، شاؤول موفاز، مئير شتريت، وآفي اديختر؛ ففيما يقترح موفاز أن تجري هذه الانتخابات في مطلع شهر أيلول، تقترح ليفني إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن.
كما ستضطر اللجنة التي يرأسها هانغبي للبحث في مسألة مكانة أولمرت بعد إجراء الانتخابات: هل سيمكنه مواصلة إشغال منصب رئيس الحكومة حتى موعد الانتخابات العامة للكنيست؟ أم أن انتخاب خلف له يُعدّ عملياً «إقالة صامتة» له. تجدر الإشارة إلى أن نظام الحزب الداخلي لا يقدم جواباً على هذه القضية، وبالتالي لا يمكن عملياً إقالة رئيس الحزب. وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي نشر مساء الثلاثاء أن حزب «كديما» سيفوز في الانتخابات التشريعية في إسرائيل إذا كان برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
وجاء في الاستطلاع، الذي أجراه معهد «جيوكارتوغرافيا» في ظروف غير محددة ونشرته القناة العامة في التلفزيون الإسرائيلي، أن «كديما» سيفوز في هذه الحالة بـ30 مقعداً نيابياً، في مقابل 28 لليكود و14 لحزب «العمل» و11 لحزب «شاس» وتسعة لحزب «إسرائيل بيتنا».