«حرب تمّوز مبرّرة ودمشق تسعى لأسلحة دمار شامل والقدس عاصمة لإسرائيل»
واشنطن ــ الأخباروبات أوباما أوّل مرشح أميركي أفريقي في التاريخ الأميركي يحصل على بطاقة ترشيح أحد الأحزاب الرئيسية للانتخابات الرئاسية. بعدما فاز بـ 2154 مندوباً، بينهم 1765 مندوباً منتخباً و389 مندوباً كبيراً. أما هيلاري فحصلت على 1919 مندوباً (1637 منتخباً و282 كبيراً).
وأعلن أوباما بعد النتائج فوزه، قائلاً: «الليلة نسطّر نهاية جولة تاريخية ونفتتح جولة أخرى ـــــ جولة ستجلب مرحلة جديدة أفضل لأميركا». وتابع: «بفضلكم، أقف اليوم أمامكم لأقول إنني سأكون المرشح الديموقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية».
وخلال خطابه، لم ينس أوباما إطراء المديح على منافسته قائلاً: «لقد صنعت التاريخ، ليس فقط لأنها امرأة فعلت ما لم تفعله امرأة من قبل، لكن لأنّها قائدة تُلهم ملايين الأميركيين بقوتها، وشجاعتها، والتزامها بالأسباب التي جمعتنا هنا الليلة». ثم انتقل لشنّ هجوم على منافسه الجمهوري جون ماكاين، الذي جدّد تأكيده أنّ «سياسته ستكون استمراراً لسياسة بوش الفاشلة».
وفي اليوم التالي، سارع المرشح الرئاسي إلى أحضان «إيباك» كي يستجدي جواز المرور إلى البيت الأبيض، مشدّداً على «أمن إسرائيل» لكونه جزءاً لا يتجزأ من الأمن الأميركي. وكرّر مرّات عديدة، في خطاب ألقاه أمام الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية ـــــ الإسرائيلية: «نتمسّك بأمن إسرائيل». وقال: «لن أتنازل عن أي شيء عندما يأتي الأمر إلى أمن إسرائيل»، الذي حذّر إيران من المسّ به قائلاً: «لن أتساهل بتاتاً، ليس عندما يكون هناك من ينكر المحرقة، ومن يريد تدمير إسرائيل».
وكمن يُدلي قسماً، قال أوباما: «أتعهد أمن إسرائيل وضمان تفوقها العسكري على أي دولة في المنطقة». وتابع: «كرئيس للولايات المتحدة، سأعمل على استمرار تصدير الأسلحة إليها»، لأنّ ذلك سيحقّق أمنها الذي وصفه بـ«المقدّس وغير القابل للتفاوض».
وتعهد أنّه سيعمل على ضمان حصول إسرائيل على مساعدات بقيمة ثلاثين مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، وقال: «سأضمن أن تدافع إسرائيل عن نفسها ضدّ أي تهديد من غزّة إلى طهران»، مشدداً على أنّ «القدس عاصمة إسرائيل وستبقى كذلك»، و«ستبقى وطناً قومياً لليهود». كما شدّد على أنّ الأميركيين يتفقون جميعاً على هذه المسألة التي تتجاوز الولاء الحزبي، وأنّه وماكاين يتشاركان الرؤية نفسها في هذه القضية.
وتطرّق أوباما إلى سوريا وإيران ومصر إضافة إلى «حزب الله» و«حماس»، وتأثيرهم على أمن إسرائيل. ورأى أنّ حزب الله يهدّد إسرائيل و«قد قوي في الجنوب اللبناني وسيطر على بيروت في الأحداث الأخيرة»، وأشار إلى أنّ «الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان كانت مبرّرة». كذلك رأى أنّ حركة «حماس»، التي «قويت شوكتها في غزّة بعد الانقلاب، تهدّد أمن إسرائيل». وأعرب عن معارضته للتفاوض معها «حتى تعترف بإسرائيل»، وتنبذ «الإرهاب»، ودعا إلى «عزلها كي لا تشوّش على إسرائيل».
وأشار أوباما إلى أنّ سوريا تستمر في التدخّل في لبنان وتدعم الإرهاب وتسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل وتمثّل تهديداً للمنطقة. كما طالب مصر بأن «توقف تهريب الأسلحة إلى غزّة».
وأعلن أوباما أنّه سيعمل من أجل تحقيق «سلام دائم في المنطقة» من خلال «إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة اليهودية تعيشان معاً، لأنّ أمن إسرائيل لن يأتي إلا من خلال دعم السلام الدائم»، الذي رأى أنه من مصلحة «إسرائيل والولايات المتحدة والشعب الفلسطيني والعالم العربي».
من جهة ثانية، استفاض أوباما في شرح «الخطر الإيراني» على المنطقة وإسرائيل، فقال إنّها «تدعم الإرهاب والإرهابيين، وتسعى لامتلاك السلاح النووي، وقد تنقل هذا السلاح إلى الإرهابيين، إذا حصلت عليه، وتهدّد بمحو إسرائيل»، لذلك سيعمل على إزالة هذا التهديد. ولكنّه أوضح أنّه يختلف مع الجمهوريين على كيفية إزالة هذا التهديد، محاولاً تبرير ما يُنتقد عليه حين أعرب عن استعداده للحوار مع «الأعداء».
ورفض المرشح الديموقراطي الاستمرار في «السياسة التي جعلت أميركا وإسرائيل أقلّ امناً»، ومن ضمنها السياسة التي تعتمدها الإدارة الجمهورية في الحرب العراقية، قائلاً إنّ «البقاء في العراق يعني تسليم الموقف إلى إيران، وهو ما يهدّد أمننا وأمن حلفائنا». وشدّد على أنّه سيعمل بكل ما هو متاح «وبكل ما أُوتيت من قوّة» كي يمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكن عبر استنفاد الوسائل الدبلوماسية أوّلاً. وقال: «سأكون مستعدّاً لخوض دبلوماسية معمّقة، في الوقت الذي أختاره، وفقط لتعزيز المصلحة الأميركية»، مستشهداً بنظرية جون كينيدي وهاري ترومان «البنّاءة» لحلّ الأزمات، وبأنّ القوّة لا تأتي إلا بعد فشل الدبلوماسية.
وفي ما يشبه اعترافاً ضمنياً بفوزه وتأييده، سارعت منافسته هيلاري لتُصدّق على أنّ «أوباما صديق إسرائيل». وقالت، أمام «إيباك»: «أعلم أن السيناتور أوباما يُدرك ما هو التحدّي هنا»، مضيفةً: «لنكن واضحين، أعلم أنّه سيكون صديقاً جيداً لإسرائيل».