أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة، أمس، عن رصد حوالى ثلاثة مليارات دولار أميركي من أجل خطة الطوارئ الخاصة بالمساعدة على التخفيف من أزمة الغذاء العالمية، فيما حذّر الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، من أن هذه الأزمة تحتاج إلى 20 مليار دولار في العام. وقال بان، في قمة منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» في روما، إنه «لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالفشل» في المعركة ضد الأزمة الغذائية، داعياً الدول إلى «التحرك الآن ومعاً». وأوضح أن الموارد المطلوبة قد تكلّف ما بين 15 و20 مليار دولار في السنة.وكانت رئيسة برنامج الغذاء العالمي، جوزيت شيران، قد أعلنت أن الأمم المتحدة ستوفّر مساعدات غذائية إضافية بقيمة 1.2 مليار دولار أميركي لإطعام حوالى 75 مليون شخص في أكثر الدول تأثراً بأزمة الغذاء العالمي.
وأوضحت شيران أنه ما لم يتصرف المجتمع الدولي بالسرعة المطلوبة، فإن عدد الأشخاص الذين يعانون الفقر في العالم سيتضاعف.
وكان ارتفاع أسعار المواد الغذائية قد وصل إلى ذروته منذ أكثر من 30 عاماً، ما تسبّب بوقوع اضطرابات وحوادث إخلال بالأمن في العديد من الدول، بما فيها مصر وهايتي.
من جهته، دعا وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إلى إنشاء نوع من «مصرف الغذاء العالمي» لمعالجة الأزمة التي تتهدّد العالم. وقال إن بلاده ستطلب من «الاتحاد الأوروبي المساعدة على وضع آلية دوليّة لخلق مصادر استراتيجية للتعامل مع الحالات الطارئة».
ونقلت وكالة «أنسا» الإيطالية للأنباء عن فراتيني قوله إنه إلى جانب توفير الإعانات الطارئة، فإن هذه الآلية ستساهم في تقليص التكهنات في الأسواق بشأن أسعار المواد الغذائية التي زادت من حدّة أزمة الغذاء العالمي الحالية.
وأشارت الوكالة إلى أن فراتيني دافع عن المنظمات الغذائية العالمية التي تتخّذ من العاصمة الإيطالية روما مقراً لها: منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الغذاء العالمي وصندوق التنمية الزراعية العالمي. وقال إن «إيطاليا تدعم هذا المحور الغذائي».
وكان الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الذي شارك في قمة «الفاو»، قد أعلن لدى عودته إلى طهران أمس، أن الخبراء الإيرانيين درسوا الوضع الاقتصادي المتأزم في العالم، وبحثوا عن أسبابه وطرحوا حلولاً قدمت خلال الاجتماع.
وكان الجدل قد تركّز خلال افتتاح القمّة، أول من أمس، على الوقود الحيوي والمساعدات الزراعية، إذ ذكّر بان كي مون بوجوب زيادة الإنتاج الغذائي بنسبة 50 في المئة لتلبية الحاجات بحلول 2030.
(أ ب، أ ف ب، يو بي أي)