القاهرة ــ الأخبارسخرت القاهرة أمس من ترديد مصادر سياسية إسرائيلية اتهامات رسمية لها بمحاولة إفشال اتفاق رفع مستوى التعاون بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، رداً على تجميد أموال المساعدات الأميركية لمصر.
وقال مسؤول مصري لـ«الأخبار» إن هذه الاتهامات «غير صحيحة وعارية تماماً من الحقيقة»، مؤكداً أن «سبب إخفاق إسرائيل في إقناع الاتحاد الأوروبي بإبرام اتفاق للتعاون الأمني معها كخطوة لانضمامها إلى الاتحاد لاحقاً، يرجع إلى تخوف الأوروبيّين من تداعيات هذا الاتفاق على علاقاتهم مع العالم العربي». وأكد المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «محاولة إسرائيل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أمر يخص الطرفين».
وكانت صحيفة «هآرتس» نقلت عن مصادر سياسية مصرية رفيعة المستوى قولها إن الحكومة المصرية تعتقد أن «رفع مستوى العلاقات الإسرائيلية ـــ الأوروبية، رغم عدم إحراز تقدم على مسيرة السلام، سيكون بمثابة رسالة سلبية للمنطقة، وسيمثّل خطوة غير مجدية».
ووفقاً لوزارة الخارجية الإسرائيلية، فقد وجهت نظيرتها المصرية تعليمات لسفرائها في أوروبا لبدء حملة دبلوماسية من أجل وضع عقبات أمام التوقيع على هذا الاتفاق. وبحث سفراء مصر في لندن وباريس وبروكسيل ومدريد وروما وفي عواصم أوروبية أخرى، هذا الموضوع مع وزارات خارجية هذه الدول، وطالبوها بإعادة دراسة التوقيع على الاتفاق مع إسرائيل.
وأكد السفراء أنه يجب تأجيل التوقيع بسبب البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، والحصار المفروض على قطاع غزة. ووفقاً لمصدر سياسي إسرائيلي، تقوم مصر بهذه الخطوة رداً على تجميد الكونغرس مساعدات لمصر بمبلغ 200 مليون دولار، وذلك من مجموع المساعدات العسكرية لمصر.
وترى إسرائيل أيضاً أن أحد أسباب الحملة هو امتناع الاتحاد الأوروبي عن إعطاء القاهرة المكانة نفسها التي توفر امتيازات كثيرة، إلاّ أن مصادر مصرية كشفت أن نحو 4 دول صديقة لمصر في الاتحاد الأوروبي توجهت إليها في الآونة الأخيرة لإجراء مشاورات معها «كدولة إقليمية مهمة».
وعمدت وزارة الخارجية المصرية إلى توجيه تعليمات لسفارتها في بروكسيل للرد بالروحية نفسها على كل من يتوجه إليها بهذا الموضوع. وقالت المصادر «نحن غير معنيين بالتشويش على العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، ولا يقع هذا على رأس جدول أعمالنا، كما أنه ليس من شأننا، إذ يستطيع الطرفان التصرف كما يريدان». وتم إيضاح هذه المسألة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، الأمر الذي أوضحه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لنظيرته الإسرائيلية تسيبي
ليفني.