القاهرة ـ الأخبار هدَّد فصيل ليبي معارض أمس، باستهداف الشركات الأجنبية والمحلّية العاملة جنوب ليبيا وطالبها بإجلاء رعاياها، فيما قلّلت السلطات الرسمية في العاصمة طرابلس من أهمية هذه التهديدات «الوهمية».
وبعث رئيس جبهة التبو لإنقاذ ليبيا، عيسى عبد المجيد منصور، بياناً لـ«الأخبار» ذكر فيه أنه «يتعيّن على الشركات العاملة في مناطق الكفرة وربيان والقطرون مرزق وأوبار في جنوب ليبيا إخلاء مناطق عملها وإجلاء رعاياها في غضون أسبوعين اعتباراً من اليوم (الخميس)».
وقال منصور، المقيم في العاصمة النروجية أوسلو، إن هذا التحذير جاء بسبب «سياسات» الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تجاه قبائل التبو، لافتاً إلى أن «النظام الاستبدادي لا يسمع ولا يفهم إلا منطق القوة والعنف».
وشدَّد منصور على أن «منطق القوة هو السبيل الوحيد لإذعان النظام الليبي وإيقافه عند حده»، مشيراً إلى أن «التردد على أبوابه ومحاولة الاستجداء لن تكون نتيجته سوى المزيد من المعاناة».
في المقابل، أكد مصدرٌ رسمي في وزارة الخارجية الليبية، لـ«الأخبار»، أنه لا خطورة تُذكر على عمل الشركّات الأجنبية والمحليّة في المناطق الجنوبية من ليبيا بسبب «التهديدات السخيفة»، التي يطلقها بعض «طالبي الشهرة على حساب الشعب الليبي ومصالحه العليا». وقال المصدر، الذي طلب عدم تعريفه، في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية طرابلس، إن هذا الفصيل الوهمي سبق أن أطلق تهديدات مماثلة قبل بضعة أشهر لكنه لم يتمكن من تنفيذها.
وتؤكد قبائل التبو، التي تشكل نحو 20 في المئة من الليبيين، أنها من سكان ليبيا الأصليين بينما تدعي بعض الدوائر الرسمية أن هذه القبائل وفدت الى البلاد مع القوات الإيطالية التي احتلت ليبيا خلال القرن الماضي. ويتّهم منصور السلطات الليبيّة بتطهير الأجهزة الأمنية والجيش والشرطة في البلاد من التبو.