أقرّت المتسابقة الديموقراطية الرئاسية هيلاري كلينتون بالهزيمة أمام منافسها باراك أوباما، الذي تمكّن من حصد عدد المندوبين الكافي للحصول على ترشيح الحزب للرئاسة، وقرّرت الانسحاب غداً، بعد 5 أشهر من سباق محموم، ودعم منافسها كي يصل إلى البيت الأبيض في معركته الكبرى ضدّ الجمهوريين.وقالت السيدة الأولى السابقة، خلال مؤتمر صحافي، أول من أمس، إنّها ستدعم ترشيح أوباما، وستهنّئه لأنّه جمع عدد المندوبين الكافي لكي يكون مرشح الحزب الرئاسي. وأوضح مديرها الإعلامي هوارد وولفسون أن «السيناتور كلينتون ستُقيم حفلاً في العاصمة واشنطن كي تشكر الذين قدّموا إليها الدعم، وتُعرب عن دعمها للسيناتور أوباما ولوحدة الحزب». كما ستدعو الديموقراطيين إلى التركيز على الانتخابات العامة المرتقبة في تشرين الثاني من أجل التغلّب على المرشح الجمهوري جون ماكاين.
قرار كلينتون أتى نتيجة ضغوط قيادات الحزب، حيث اصطف الديموقراطيون حول أوباما في اليوم الأخير من الانتخابات التمهيدية وتسابقوا في إعلان تأييدهم له، ما عُدّ دعوة واضحة لهيلاري كي تنسحب. وأصدر رئيس الحزب، زعيم الأكثرية الديموقراطية في الكونغرس، هوارد دين، بياناً حثّ فيه الحزبيين والنوّاب على إعلان دعمهم لزميلهم سيناتور الينوي. ووصلت إلى كلينتون دعوات الانسحاب أيضاً من أقرب حلفائها، من خلال اتصالات هاتفية من نوّاب متعاطفين معها في الكونغرس، وبينهم نائب نيويورك وحليفها السياسي القديم شارلز رانغل.
هي نهاية مشؤومة لمرشحة بدت كأنّها «راسخة» في بداية السباق في كانون الثاني العام الماضي، مسلّحة بشبكة من المشاهير لجمع الأموال، وفريق يتمتع بخبرة المعارك الانتخابية، وزوج كان رئيساً سابقاً لولايتين ويتمتع بشعبية صارخة، وُصف في يوم من الأيام بأنّه «لا يُقهر».
لكنّ مع أوباما، واجهت سيناتور نيويورك منافساً مناسباً جداً للزمن، يتمتع بكاريزما الوافد الجديد، عارض الحرب على العراق منذ البداية، بعكسها، وحمل للناخبين رسالة التغيير التي يتوقون إليها.
وبعد عرض كارثي في تمهيديات أيوا في 3 كانون الثاني الماضي، تمكّنت هيلاري من الفوز بولاية نيو هامبشير في 8 من الشهر نفسه، لتخوض بعدها المعركة ولاية تلو الولاية ضدّ أوباما في منافسة جد محمومة، جعلتها تذبل شيئاً فشيئاً. في ولاية نيفادا فازت لتعود وتخسر في ساوث كارولينا، وبعدما أنهت الثلاثاء الكبير في 5 شباط، لحقت بها سلسلة من الهزائم المتتالية، دفعت أوباما إلى اصطياد المندوبين الكبار، إلى حدّ أنّ كل الانتصارات التي حققتها في الولايات الكبيرة لم تسهم في سدّ الفجوة التي أحدثها هؤلاء المندوبون.
في آذار، خياراتها باتت محدودة، فانتقلت إلى سياسة دفاعية، استخدمت فيها سلاح الطبقة الوسطى، وتقمّصت شخصية المقاتل العنيد المدافع عن الطبقات العمالية، ونجحت في حشد الناخبين حولها في ولايات أوهايو وبنسلفانيا وويست فرجينيا وكنتكي. ووجدت الرجال البيض والعمال والديموقراطيين الاجتماعيين المحافظين والنساء المتقدّمات في العمر متلقّين جيّدين لرسالتها، وقد أظهر استعراضها القوي مع تلك المجموعات ضعف أوباما في اختراقها.
أما الآن، بدأت المعركة الكبرى لسيناتور الينوي ضدّ الجمهوري ماكاين، وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي بي أس» أنّه يتقدّم على ماكاين في المستوى الوطني بست نقاط، فيما قال 12 في المئة من الديموقراطيين إنّهم سيصوّتون لماكاين.
المعركة التي افتتحها أوباما في لجنة العلاقات الأميركية ــــ الإسرائيلية «إيباك»، أول من أمس، استدعت تأييداً إسرائيلياً، إذ وصفت الصحف العبرية الخطاب بأنه «عناق لإسرائيل»، وأثنى رئيس الحكومة إيهود أولمرت عليه قائلاً إن «خطاب أوباما كان مذهلاً، وكلماته عن القدس كانت مؤثرة».
أما الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، فنصح أوباما ألا يختار هيلاري لمنصب نائب الرئيس. وقال، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان»، «اختيار كلينتون سيكون أسوأ خطأ، لأنّهما سيقومان بجمع كل الجوانب السلبية للمرشحين».
(أ ب، يو بي آي)