توقّع مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن تكون هناك اتصالات بين الوزير برنار كوشنير ونظيره السوري وليد المعلّم قبل 13 تموز المقبل موعد «قمة الاتحاد من أجل المتوسط»، التي تحدّثت مصادر أخرى عن اتجاه ليبيا لمقاطعتها. وقال المصدر الفرنسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، إن الاتصالات الفرنسيّة ـــــ السوريّة قد تؤدي إلى لقاء بين الوزيرين. وأعرب عن أهمية قرار الرئيس نيكولا ساركوزي إيفاد مستشاريه إلى سوريا لتحقيق المزيد من التقارب في وجهات النظر، وخصوصاً في ما يتعلق بتقبّل سوريا لفكرة الاتحاد من أجل المتوسط ومناقشة التحفظات السوريّة أو لجهة إنجاح اتفاق الدوحة بشأن المصالحة اللبنانية وإقامة سوريا علاقات دبلوماسية مع لبنان.وكانت صحيفة «الوطن» السورية قد كشفت أمس عن أنه يجري الإعداد لتسمية سفير سوري في باريس. وقالت إن التحضيرات تجري، بينما لا تزال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس في الثالث عشر من تموز المقبل «غير مؤكدة»، بسبب التحفظات السورية على عدد من عناصر مشروع الاتحاد من أجل المتوسط.
إلى ذلك، أكّدت مصادر دبلوماسية ليبية لـ«الأخبار» أنّ الزعيم الليبي العقيد معمّر القذافي لن يشارك على الأرجح في قمة «الاتحاد من أجل المتوسط»، بسبب اعتراضه على ضمّ إسرائيل إلى الاتحاد وتجاهل فرنسا لمطالب الدول غير الأوروبية المطلّة على البحر المتوسط.
وكشفت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أنّ الزعيم الليبي أبلغ الرئيس الفرنسي عبر اتصالات رسمية أنّ فكرة «الاتحاد المتوسطي» لن يكتب لها النجاح وستتعرّض للفشل على غرار ما تعرّض له مسار برشلونة. كما أبلغه عدم جدوى عقد أي قمة لمناقشة فكرة الاتحاد من أجل المتوسط إذا ما شارك فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
ولفتت المصادر نفسها إلى أنّ القذافي رأى أنّ القمة في هذه الحالة سيكون هدفها «تطبيع العلاقات قسراً» بين الدول العربية وإسرائيل تحت غطاء التعاون المتوسطي.
كما أنّ الزعيم الليبي كان قد أعلن سابقاً في منتصف شهر آذار الماضي أنّ المشروع الفرنسي لضمّ الدول المطلة على البحر المتوسط سيفشل «إذا سار في منحى مسيرة برشلونة». وقال إنّ «مبادرة ساركوزي تستحق التأييد وقد تحمّست لها جداً بدوري، إلّا أن الفكرة تتعرّض على ما يبدو للإجهاض أو التمييع، وقد تسير في المنحى نفسه الذي سارت فيه مسيرة برشلونة التي فشلت وماتت رغم أنّها لم تدفن». واعتبر أنّ هناك «تجاهلاً واضحاً لإرادة الجنوب وصوته» في هذه المبادرة، مضيفاً أن «الثوب يجب أن يفصّله الطرفان لنفسهما، أما الذي نراه الآن ونسمعه هو أنّ هناك طرفاً واحداً يفصل الثوب وعلى الطرف الآخر أن يلبسه».
وكانت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 قد اتفقت أخيراً على إطلاق مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط» الذي قدّمته فرنسا بهدف إعطاء دفعة جديدة لمسلسل برشلونة الذي أُطلق عام 1995 لخلق شراكة بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط.
وسبق أن أعلنت الرئاسة الفرنسية أنّ القذافي أعرب عن «تأييده التام» لمشروع الاتحاد المتوسطي أثناء لقاء مع ساركوزي خلال زيارة الزعيم الليبي إلى العاصمة الفرنسية باريس في شهر كانون الأول الماضي.
(الأخبار، يو بي آي)