3 شهداء في غزّة... وصفقة تبادل الأسرى مجمّدة
غزة ــ رائد لافيالقاهرة ــ الأخباروأعلن عمرو أن «القاهرة تعد حالياً الترتيبات النهائية لاستضافة حوار بين حركتي فتح وحماس». وأكد، في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحرص على أن تكون القاهرة عاصمة لرأب الصدع الفلسطيني»، مشيراً إلى أن عباس «وجد استعداداً إيجابياً من مصر لاستفاضة حوار بين حماس وفتح أثناء لقائه أخيراً مع (الرئيس حسني) مبارك».
وشدد عمرو على أن «الوضع الفلسطيني يحتّم تنفيذ مبادرة عباس للمصالحة وإنقاذ الحقوق الفلسطينية من الاستباحة الإسرائيلية». وطالب «حماس» «بموقف سياسي أفضل»، مشيراً إلى «أنه لن ينفع حماس أي تحالف خارجي حتى لو زوّدت بالإمكانات»، مطالباً إياها «بالعودة إلى الشرعية الفلسطينية».
كذلك دعا عمرو «حماس» إلى «التفكير الجدّي في انتخابات مبكرة باعتبارها المخرج الديموقراطي»، مؤكداً أن «الانتخابات لن تجري إلا بتوافق وطني»، قائلاًً «نحن نمشي فوق حقل من الألغام، وإذا لم تكن هناك دقة في الخطوات، ربما تعود الأمور إلى نقطة الصفر». وهاجم إسرائيل، مشيراً إلى أنها «تريد إفشال أي تقدم فلسطيني لعمل بنّاء مشترك للمصالحة الوطنية».
في المقابل، أعلنت مصادر مصرية مطّلعة أن «المفاوضات المصرية لإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، لم تشهد حتى الآن أي تقدم يذكر بسبب تعنّت إسرائيل ورفضها إطلاق سراح المئات من العناصر المعروفة بنشاطها العسكري والسياسي ضدها من بين الأسرى الفلسطينيين في سجونها».
وأوضحت المصادر أن «الجانب الإسرائيلى أبلغ مصر أخيراً أن القائمة التي قدمتها حماس، وتتضمن الإفراج عن أكثر من ألفي أسير، تحتاج إلى تعديلات بعدما تدخلت إسرائيل وحذفت أكثر من ثلثي القائمة». وأشارت إلى أن «حماس قدمت أخيراً لمصر قائمة إضافية لتسليمها إلى حكومة إيهود أولمرت، لكن القاهرة لم تتلق بعد أي رد رسمي على هذه القائمة». وأضافت أن «إسرائيل تريد إطلاق سراح الجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط من دون ثمن سياسي تقريباً، أو إظهار الأمر كأنه بمثابة تقديم تنازلات كبيرة لحماس»، لافتة إلى أن «حماس تريد في المقابل التزام إسرائيل بهدنة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة».
المراوحة في قضية التبادل تأتي متزامنة مع رسالة شاليط إلى أهله، التي سرّبت الصحف الإسرائيلية أمس محتواها. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن شاليط كتب «أنا في وضع سيّئ. أنقذوني. لا تتخلّوا عني». وأضاف في رسالته التي نقلها مركز كارتر لأسرته، «إني أتوسل إلى حكومتي ألا تتخلّى عني. إني أحلم باليوم الذي أعود فيه إلى البيت».
ونقلت الصحف عن والدَي الجندي أنهما تعرّفا إلى خط ابنهما في الرسالة، وأن نصّها كتب على ما يبدو منذ فترة وجيزة، لأنه يشير إلى حوادث قريبة.
من جهة ثانية، نفى ممثل حركة «فتح» في القاهرة، بركات الفرا، ما تردد عن اعتزام مصر ترحيل المئات من عناصر «فتح» والأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية التي يقودها أبو مازن، الموجودين في مصر منذ هروبهم من قطاع غزة بعد سيطرة «حماس» عليه في شهر حزيران الماضي، إلى اليمن.
في هذا الوقت، بدأت السلطة الفلسطينية بصرف رواتب الموظفين العاملين في القطاع العام بعد وصول المستحقات الجمركية للسلطة الفلسطينية من الجانب الإسرائيلي. وقال الموظفون إنهم حصلوا على رواتبهم بالكامل بعدما تأخّرت نحو أسبوع.
وأكد وزير المال الإسرائيلي روني بار أون، أن تحويل المستحقات الجمركية للسلطة الفلسطينية تأخّر بسبب رسالة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إلى الاتحاد الأوروبي، التي طالب فيها بوقف تعزيز العلاقات مع إسرائيل، موضحاً أنها جمّدت «لأنه كان علينا أن ننظر في جوانب عديدة في المسلك الفلسطيني». وأضاف أن «الرسالة كانت تعبيراً عن تصرّف لا أتوقعه في علاقتنا مع الفلسطينيين».
ميدانياً، استشهد ثلاثة من مقاومي كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، هم أحمد الصفدي، ويحيى حميد، ومصطفى عطا الله، وأصيب آخرون، في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف المقاومين شرق غزة.
ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية، أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن قصف معبر ناحل عوز بنحو 18 قذيفة هاون، فيما أعلنت فصائل أخرى عن إطلاق عدد من الصواريخ المحليّة الصنع في اتجاه البلدات والمواقع الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، غير أن سلطات الاحتلال لم تقر بوقوع إصابات أو أضرار.