حزب الجعفري يقضم مراكز المالكي
بغداد ــ زيد الزبيديوكان «حزب الدعوة»، برئاسة المالكي، قد أعلن في بيان أنّ قيام الجعفري بتأسيس «تيار الإصلاح الوطني» هو تحرك ذاتي لا تربطه علاقة تنظيمية بالحزب، وأن ذلك مثّل «إنهاء ارتباط الجعفري بحزب الدعوة».
وفي ما يتعلّق بالتطورات الميدانية، ذكرت مصادر في «الدعوة» أنّ أنصار الجعفري استولوا على مراكز الحزب ومكاتبه في مدن عديدة، وخصوصاً في النجف.
ووصف قياديّون مقرّبون من المالكي تحرّك الجعفري بأنّه «انقلاب أبيض»، بعد ورود معلومات عن انضمام بعض مسؤولي الحزب في النجف إلى الجعفري، وتحويل كل مكاتب الحزب في المدينة لمصلحة الحركة الجديدة.
وقالت مصادر مقرّبة من الحزب إنّ مكاتب أخرى للحزب في حيّ الكاظمية شمال بغداد، وفي عدد من مدن الجنوب، رفعت شعارات التيار الجديد وصور الجعفري على المراكز التابعة لـ«الدعوة»، ما يمثّل بالنسبة إلى المراقبين تصعيداً خطيراً بين الجانبين، في ظلّ ما تواتر عن سعي جناح المالكي إلى استرداد المكاتب.
وفيما غابت التعليقات من الطرفين على حقيقة ما حدث، رأى القيادي في حزب الدعوة، النائب علي العلاق، أن قرار الجعفري «فكّ ارتباطه بحزب الدعوة كان صائباً، وجاء في وقته المناسب».
وأضاف العلاق، الذي ينتمي إلى جناح المالكي، أنّ «هذا القرار (إبعاد الجعفري عن الحزب) لم يكن متسرّعاً، لأنّ الدكتور الجعفري لم يخبر الحزب بنيّته إنشاء تيار جديد، وسمعنا بذلك عن طريق الإعلام، وكان من المفترض به أن يطرح مشروعه على الحزب، لأن هناك مبادئ ومواثيق داخل الحزب تلزمه ذلك».
في المقابل، أكّد النائب في «تيار الإصلاح الوطني»، فالح الفياض، أنّ منهج التيار يستمدّ فكره «من شخص الجعفري»، وهو «منهج بنّاء وإيجابي ينأى عن التقاطعات الحزبية والأجواء السلبية من أجل بناء العراق». ونفى الفيّاض قيام رئيس الوزراء السابق بالانسحاب من صفوف الدعوة أو انقلابه على قياداته، موضحاً أنّه «حريص على وحدة الصف من موقع الفعل والرؤية المستقبلية». وكان الجعفري قد أقصي عن زعامة الحزب خلال انتخابات داخلية بعد إخفاقه في تجديد ولايته رئيساً للحكومة. وحُكي حينها عن «انقلاب» نظّمه المالكي ضدّه، بعد أن كان الرجل مساعداً شخصياً للجعفري. وسرعان ما ظهر خلافه مع المالكي، بعدما أمر الجعفري بوقف إصدار الصحف التابعة للحزب، وخصوصاً صحيفة «البيان»، وأسّس في المقابل قناة تلفزيونية باسم «بلادي»، فيما قام المالكي بتأسيس قناة أخرى باسم «آفاق».
ويعود تاريخ تأسيس «الدعوة» إلى بداية الستينيات من القرن الماضي على يد المرجع محمد باقر الصدر، وكان وقتها أول حزب سياسي «شيعي» يحمل طابعاً دينياً.
وخاض الحزب منذ ذلك الحين صراعاً مع السلطة العراقية بقيادة صدّام حسين، وانتقل في بداية الثمانينيات إلى إيران لينضم إلى «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» برئاسة محمد باقر الحكيم، في تأليف جبهة مناهضة للنظام السابق.
ثم انفصل عنه في ما بعد ليعيد تأسيس تنظيم جديد باسم «حزب الدعوة ــــ تنظيم لندن»، الذي قاده الجعفري منذ ذلك الحين. وشهد الحزب انشقاقات أخرى حملت اسم «الدعوة ــــ تنظيم العراق» و«حركة أنصار الدعوة».