القاهرة ــ الأخبارلوّحت جيبوتي للمرّة الأولى باللجوء إلى فرنسا من أجل مساعدتها على مواجهة القوّات الأريترية التي اتهمتها بشنّ حرب حدودية مفاجئة على منطقة متنازع عليها، بعد تجدّد الاشتباكات، أوّل من أمس، التي أدّت إلى سقوط 63 فرداً من القوات الجيبوتية بين قتيل وجريح. وقال وزير الدولة الجيبوتي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، محمود علي يوسف، لـ«الأخبار»، إنّ «بلاده طلبت دعماً فرنسياً وعربياً للقوّات الجيبوتية في هذه الحرب الحدودية الجديدة ضدّ أريتريا»، مشيراً إلى أنّ «مروحيات تابعة للقوّات الفرنسية المتمركزة في جيبوتي منذ سنوات بدأت بالفعل تحلّق فوق أجواء المنطقة تمهيداً للتدخل، تطبيقاً لاتفاقية الدفاع المشترك المبرمة بين الجانبين».
واتهم يوسف الرئيس الأريتري أسياس أفورقي بأنّ لديه نيّات سيئة ومبيّتة ضدّ بلاده، وأنّه رفض كل الوساطات العربية والدولية والأفريقية قبل أن تقوم قوّاته بشن هجومها، أوّل من أمس، على القوّات الجيبوتية. ووجّه رسالة عاجلة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حثّه خلالها على ترجمة التعاطف والتضامن العربي مع بلاده إلى شيء عملي وملموس. كما دعا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي للغرض نفسه.
ومن المرتقب أن تعقد الجامعة العربية اليوم اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء، بناءً على طلب جيبوتي لبحث سبل تقديم الدعم إليها.
وأعلنت جيبوتي أنّ القتال بدأ بعدما حاول الأريتريون إطلاق النار على بعض المنشقين عنهم، فردّت بدورها بإطلاق النار. ويشير الجيش الجيبوتي إلى أن نحو 75 في المئة من قوّاته متمركزة الآن على امتداد الحدود مع أريتريا. وزارت في مطلع الأسبوع بعثة تقصّي حقائق تابعة للاتحاد الأفريقي جيبوتي للتحقيق في الأمر.
وسبق أن اقتربت جيبوتي وأريتريا في شهر نيسان عام 1996 من نزاع مسلّح بعد اتهامات وجّهها مسؤول جيبوتي إلى أسمرة بقصف منطقة راس دوميرا الحدودية. وتتهم أريتريا، التي خاضت حرباً مع إثيوبيا، جيبوتي بالانحياز لمصلحة الإثيوبيين.