«لا يندم» على غزو بلاد الرافدين ويتوقّع «إبرام اتّفاق استراتيجي» معهوأكد الرئيس الأميركي أنه سعى بشكل جدّي إلى حل الأزمة العراقية دبلوماسياً. وقال «أحد الأمور التي لم تذكر بشأن العراق هو أننا درسنا الحل الدبلوماسي كثيراً».
وأوضح بوش أن التركيز في الأشهر الأخيرة من رئاسته كان على ترك «مجموعة من الأطر التي تُسهّل على الرئيس المقبل التعامل مع المشاكل التي سيواجهها»، موضحاً أن من بين تلك المشاكل «المحادثات السداسية في الشرق الأقصى في التعامل مع كوريا الشمالية، والإطار المتعدد الخاص بالمسألة الإيرانية، وكذلك، وكما نأمل، تحديد الدولة الفلسطينية من جانب إسرائيل والفلسطينيين».
وفي ميسبيرغ شمالي العاصمة الألمانية برلين، عبّر الرئيس الأميركي عن أسفه بشأن الانقسامات الناجمة عن حرب العراق، قائلاً في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «أعتقد أن الأمر سينتهي بنا إلى إبرام اتفاق استراتيجي مع العراق».
وقال بوش «أنا غير نادم عليها (الحرب) مطلقاً، فالعالم أصبح أكثر أماناً بعد إطاحة صدام حسين (الرئيس العراقي الراحل)».
وأعرب بوش عن غضبه بشأن الأنباء التي أفادت أنه يسعى إلى إقامة قواعد عسكرية أميركية دائمة في العراق، واصفاً التقارير الإعلامية التي تحدّثت عن هذه الخطط بأنها «خاطئة». وأوضح أن «كل أنواع الضوضاء مثارة حول هذا الأمر في الولايات المتحدة والعراق».
وفي الشأن الإيراني، حذّر بوش، خلال مؤتمره الصحافي نفسه، من أن سلاحاً نووياً إيرانياً سيكون خطراً على السلام العالمي، داعياً الاتحاد الأوروبي للسير في خيار العقوبات ضد الجمهوريّة الإسلاميّة.
وقال الرئيس الأميركي، الذي غادر ألمانيا أمس متوجهاً إلى إيطاليا ضمن جولته الأوروبية، «أخبرت المستشارة بخياري الأول، طبعاً.. الحلّ دبلوماسي»، لكن «كل الخيارات على الطاولة»، مشدّداً على أن «الرسالة إلى الحكومة الإيرانية واضحة جداً».
وأعرب بوش عن دعمه لمجموعة الحوافز الدبلوماسية والاقتصادية الأوروبية التي أعدّتها برلين ولندن وباريس، إذا قرَّر الزعماء الإيرانيون وقف عمليات تخصيب اليورانيوم التي يخشى أن تؤدّي الى امتلاك قنبلة نووية.
أمّا ميركل، فقد حذّرت من جهتها إيران، إذا لم توافق على وقف برنامج تخصيب اليورانيوم، بعقوبات إضافية. وقالت «العرض وُضع على الطاولة لإيران، لكن إذا لم تلتزم، فسيُفرض مزيد من العقوبات»، مشيرة إلى احتمال اتخاذ الاتحاد الأوروبي خطوات ضد المصارف الإيرانية.
وقالت المستشارة الألمانيّة إن الضغوط الدبلوماسية على طهران «أثمرت نتائج»، مضيفة «إذا نظرنا إلى الوضع في إيران، فإننا نرى أن هذه الجهود يمكن أن تحقق نجاحاً، إلا أن ذلك يتطلّب أيضاً من المجتمع الدولي القيام بتحركات موحّدة بمعنى أن يتم التحرك في الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي». وأضافت «دعونا نفكر في الناس في إيران. هذا هو الأمر الجوهري. أعتقد أن هؤلاء الناس يستحقون مستقبلاً أفضل، وسنأمل أن ترى القيادة في إيران أخيراً السبب».
وكان بوش قد اجتمع مع ميركل في مقر حكومي يقع شمالي العاصمة الألمانية. وسيتوجه بعد روما إلى باريس ولندن وبلفاست في ايرلندا الشمالية، ضمن جولة أوروبية تستمر أسبوعاً، قد تكون الأخيرة لأوروبا قبل انتهاء سنوات حكمه التي امتدت ثماني سنوات.
وتوجّه بوش بالشكر إلى المستشارة الألمانية لأنها وجّهت إليه الدعوة للإقامة في كوخ بجوار بحيرة في ميسبرغ، وقال إنه استمتع بالطعام.
واليوم، يلتقي الرئيس الأميركي في روما المسؤولين الإيطاليين ثم البابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان. وكان قد شارك الثلاثاء في قمة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في سلوفينيا واتفق مع دول الاتحاد الأوروبي على تعزيز العقوبات ضد إيران.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)