ردّ الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، على تصريحات نظيره الأميركي، جورج بوش، خلال جولته الأوروبية، بتحذير انطوى على بعض من الاستخفاف، مودّعاً «العهد الآفل» لبوش «الشرير» الذي عجز عن وقف البرنامج النووي لبلاده، حيث انتقد محافظ المصرف المركزي، طهماسب مظاهري، سياسة الحكومة التي تؤدي إلى تضخُّم مفرط. وقال نجاد، مخاطباً آلاف الإيرانيين في مدينة شهركرد وسط إيران، «بوش الشرير يرغب في أذيّة الأمة الإيرانية»، موضحاً «لقد وضع الخطط، التي انطلقت من أفغانستان ثم العراق وأعلن أنّ إيران ستكون الهدف الثالث». وتابع «أقول له، عهدك شارف على نهايته، وبإذن الله، لن تتمكّن من أذيّة سنتيمتر واحد من الأرض الإيرانية المقدّسة».وأشار الرئيس الإيراني إلى أنّ الضغوط والعقوبات التي تتعرّض لها بلاده لن تنجح في دفعها إلى تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم. وقال «في السنوات الثلاثين الماضية، استنفدوا كل ما لديهم، ولجأوا إلى الدعاية والعقوبات»، مشيراً إلى أنهم «جرّبوا التهديدات العسكرية، والضغوط السياسية لمنعكم من الطريق المستنير، لكنّهم شاهدوا اليوم أنّ كل خططهم فشلت».
وتابع نجّاد «إذا كان العدو يعتقد أنّه يمكن أن يكسر الأمة الإيرانية بالضغوط، فهو مخطئ»، محذّراً «بإذن الله، اليوم حققنا نصراً نووياً والأعداء لن يجرؤوا على فعل شيء».
وجاءت تصريحات نجاد بعد يوم من إبلاغ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الجمهورية الإسلامية أنّهما على استعداد لفرض مزيد من العقوبات عليها بسبب أنشطتها النووية، ما لم تتجاوب مع رزمة الاقتراحات المعدّلة التي سينقلها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا وممثلون عن الدول الكبرى خلال زيارة مرتقبه لهم إلى طهران.
وأعلنت المتحدثة باسم سولانا، كريستينا غالاش، أنّ المسؤول الأوروبي سيزور إيران السبت والأحد في إطار محادثات ترمي إلى إقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم. وقالت «سنغادر بعد ظهر الجمعة لإجراء مباحثات في نهاية الأسبوع».
وأوضحت أنّ سولانا سيسلّم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عرض الدول الست الكبرى المشاركة في مفاوضات الملف النووي الإيراني (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا).
وفي تطوّرات الملف الاقتصادي الداخلي الذي يزداد تأزّماً على أبواب الانتخابات الرئاسية، ذكرت صحيفة «أن.أر.سي ـ هاندلسبلاد» الهولندية أنّ محافظ المصرف المركزي الإيراني طهماسب مظاهري حذّر من سياسة أسعار الفائدة التي تطبّقها الحكومة والتي قد تؤدي إلى تفاقم التضخُّم الذي تجاوز بالفعل 25 في المئة. ونقلت الصحيفة عن مظاهري قوله «السياسة الحالية للحكومة تؤدّي إلى تضخم مفرط». وأضاف «تعتقد الحكومة أنّ في وسعها دفع التضخم للتراجع من خلال خفض الفائدة، إنّهم لا يعرفون مبادئ الاقتصاد الكلي».
وأوضح «قبل عام خفضوا أسعار الفائدة إلى 14 في المئة ثم إلى 12 في المئة، لكنّ التضخم يرتفع مرّة أخرى هذا العام. واذا تحدّدت أسعار الفائدة الآن عند عشرة في المئة فسيرتفع التضخم أكثر».
وكانت صحيفة إيرانية قد توقعت الشهر الماضي، أن يُقال مظاهري في وقت قريب، وذلك بعد تقارير إعلامية عن خلاف بينه وبين نجاد بشأن السياسة النقدية. إلّا أنّ المحافظ قال للصحيفة «كثيرون يسألونني عن المدّة التي سأبقى فيها في منصبي. أنا لا أتطلّع بعيداً جداً».
إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية أمس أنّه تمّ إبطال مفعول قنبلة وُضعت أمام مقرّ إقامة السفير العراقي لدى طهران، محمد ماجد الشيخ أوّل من أمس. وقال السفير «الشحنة كانت في طرد وُضع أمام مدخل مقرّ إقامتي»، مشيراً إلى أنّه «لم يكن هناك أيّ تهديد ضدّي أو ضدّ السفارة العراقية في طهران ولا نشكّ في أي مجموعة».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)