أعلن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، عن توصله والملك السعودي عبد الله، إلى «اتفاق مبدئي وعام» للتنسيق في ما يخصّ القضية الفلسطينية ولبنان والعراق، مبدياً تأييده للمفاوضات السورية ـــ الإسرائيلية التي تهدف «لاستعادة الجولان». وقال رفسنجاني، في حديث لصحيفة «الرياض» نشر أمس، «وصلنا إلى اتفاق مبدئي وعام للتنسيق بين الطرفين، وأيضاً للتنسيق مع الدول الأخرى المعنية، ونأمل عبر المتابعة من الطرفين، أن نستطيع أن نحقق خطوات بشأن هذا الاتفاق الذي حصل بيني وبين خادم الحرمين الملك عبد الله».ولم يخف رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني ضعف مستوى التنسيق الحالي بين الرياض وطهران في ما يخص أزمة الشرق الأوسط، موضحاً «أن قيادتي البلدين لهما القناعة بأن هذا الوضع ليس لمصلحة البلدين وليس لمصلحة المنطقة».
وبخصوص الملف النووي لبلاده، أوضح رفسنجاني، الذي زار السعودية بناءً على دعوة من الملك عبد الله لحضور مؤتمر حوار الأديان، «هذا المشروع وما حققناه في هذا المجال، إذا استطاعت الدول الأخرى أن تسلك الطريق نفسه، هو شيء جيد ولا إشكال فيه».
وقال رفسنجاني «إن ما يطرح حالياً في الإعلام يتأتى من محاولات القوى الاستكبارية التي تتهم إيران بالانحراف في مشروعها النووي إلى إنتاج السلاح النووي، وهذا كذب وظلم تاريخي».
ونفى رفسنجاني ما قالته الاستخبارات الأميركية، من أن لدى إيران برنامجاً عسكرياً نووياً أوقفته عام 2003. وقال «حينما صدر التقرير عن مراكز الاستخبارات الأميركية كان يحوي نقطة سلبية، وهي الادعاء بأنه كان لنا برنامج نووي عسكري قبل ثلاث سنوات، وكان من جهة أخرى يحوي نقطة إيجابية وهي نفي وجود برنامج عسكري نووي لإيران في تلك الفترة». كما أوضح «أن إيران لن تقبل بالاتفاقية الأمنية الأميركية العراقية التي قرأ مسودتها، وأنه إذا صودق عليها بنص المسودة نفسه فستبوء بالفشل».
وأضاف الرئيس الإيراني الأسبق «نؤمن أساساً بأن التدخل الأميركي في العراق كان مخالفاً للقانون وللشرعية الدولية، لأن الوجود الأميركي يمثل احتلالاً للعراق، والمحتل لا يمكن أن يعطى امتيازات جديدة، بل يجب أن ينسحب ويجلي قواته من دون امتيازات، وأن يعيد الأرض إلى أهلها».
وتابع رفسنجاني «نعتقد أن الأميركيين مدينون للإيرانيين»، مؤكداً أنه «كان لهم الدور المحرك والداعم للرئيس الراحل صدام حسين في شن حربه المفروضة ضد إيران». وأشار إلى أن «هناك أموالاً إيرانية كبيرة مجمدة في أميركا.. إنني لا أرفض مبدأ الحوار ولا أعارض ذلك، بل دائماً أقول إنني أوافق على المفاوضات لكن بشرط أن تبدي الإدارة الأميركية حسن نيتها وتثبتها أولاً، وبعد ذلك تخوض ميدان الحوار، وما زلت على الموقف نفسه. إذا أثبتوا حسن نيتهم فسيكون بإمكانهم أن يتفاوضوا معنا».
وأكد رفسنجاني «استعداد بلاده للتفاوض مع الإمارات في مسألة الجزر الثلاث» طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، مشيراً إلى «عدم الحاجة للوساطة السورية». كما عبّر «عن تأييد بلاده المفاوضات السورية ـــ الإسرائيلية. وقال لم «نعارض أبداً هذه الفكرة، إذ عليهم أن يتفاوضوا من أجل استعادة أراضيهم، إذا استطاع السوريون أن يستعيدوا الجولان عبر المفاوضات، فإن هذا سيمثّل نجاحاً جيداً ونحن نؤيد ذلك».
(يو بي أي)