ينهمك فريق المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، باراك أوباما، هذا الأسبوع في عملية البحث عن مرشّح لمنصب نائب للرئيس. وذكرت شبكة «سي أن أن» الأميركية أن أعضاء لجنة خاصة لاختيار المرشح، وصلوا الاثنين الماضي إلى مبنى الكونغرس «الكابيتول هيل» في واشنطن، لعقد جلسات عمل تستمر أياماً مع كبار الديموقراطيين، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد.ووجهت بيلوسي رسالة إلى مؤيدي هيلاري كلينتون، الذين هددوا بالتصويت لماكاين تعبيراً عن استيائهم لخسارتها، قائلة إن «العاملين الذين يرتدون الياقات الزرقاء (الحد الأدنى للأجور)، مهما كان عرقهم، هم أكثر من يستفيد من انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة وأكثر من يخسر إذا فاز جون ماكاين». وأفاد السيناتور الديموقراطي عن ولاية داكوتا الشمالية، كنت كونراد، الذي اجتمع مع اللجنة الثلاثية أمس، أن بعض الأسماء التي يتم تداولها هي «من كبار المسؤولين اليوم وبعضهم مشرّعون سابقون، والآخرون من كبار القادة العسكريين السابقين». وأضاف كونراد لـ«سي أن أن»، إن بعض الأسماء جرى «تداولها» في وسائل الإعلام في السابق، غير أن البعض هو من خارج «الإطار» رافضاً إعطاء أمثلة، متابعاً أن هناك نحو 20 شخصاً محتملاً لهذا المنصب.
ولمّحت الـ«سي أن أن» إلى أن كلينتون موجودة بين هذه الأسماء «بسبب عنادها بعدم الاستسلام» خلال المعركة الانتخابية التمهيدية. ومن بين الأسماء المحتملة الأخرى المرشحون الرئاسيون السابقون جو بيدن وكريس دود وبيل ريتشاردسون وجون ادواردز. وقال حاكم ولاية أوهايو، تيد ستريكلاند، الذي أثير اسمه مراراً كمرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس، إنه حتى لو طُلب منه «فلن يقبل إطلاقاً» الانضمام إلى بطاقة أوباما في الخريف المقبل. وذكرت الشبكة الإخبارية أن السيناتور عن ولاية إنديانا، أيفان باي، الذي خدم في لجنتي القوات المسلحة والاستخبارات في مجلس الشيوخ، طُرح أيضاً مرشحاً محتملاً.
ومنذ أن استبعد محافظ مدينة نيويورك، مايكل بلومبرغ، احتمال ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية، عاد وبرز اسمه من جديد مرشحاً محتملاً لمنصب نائب الرئيس بالنسبة إلى أوباما والمرشح الجمهوري جون ماكاين، على حدّ السواء.
وقد يدخل اسم الجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي، الذي فشل في محاولة انتزاع تسمية الحزب إلى الانتخابات الرئاسية عام 2004، في لائحة المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس إلى جانب أوباما.
في هذا الوقت، جدّد ماكاين هجومه على أوباما، قائلاً إن انتصاره سيكون بداية «ولاية ثانية (للرئيس السابق جيمي) كارتر»، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية الكبيرة في عهد كارتر إثر الصدمة النفطية الأولى عام 1973، حيث بلغ التضخم والكساد أعلى معدلاته في الولايات المتحدة. وتابع، في خطاب أمام أنصاره، إن أوباما سيفرض «أعلى رفع للضرائب منذ الحرب العالمية الثانية».
وردّ أوباما عليه قائلاً إن خصمه «يترشّح لولاية ثالثة للرئيس (الحالي جورج) بوش». وأضاف، للصحافيين في ولاية ميسوري، «لكن عندما يتعلّق الأمر بالضرائب، فإن المقارنة ببوش غير عادلة في الحقيقة»، مشيراً إلى عزم ماكاين إعفاء الشركات الكبرى من ضرائب تصل قيمتها إلى 300 مليار دولار على حساب الطبقة الوسطى.
(يو بي آي، أ ف ب)