يحيى دبوقأعربت مصادر استخبارية إسرائيلية عن خشيتها من إقدام حزب الله على القيام بعمل عسكري ضد إسرائيل، لإعادة تأكيد شرعية سلاحه بعدما استخدمه في الساحة الداخلية اللبنانية، مشيرة إلى أن طريقة تحقيقه للانتصار أخيراً، والانتقادات التي وجهت إليه داخلياً، تمثّل سبباً إضافياً للخشية من تصعيد يقوم به على الحدود الشمالية.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة «هآرتس» أمس إن «حزب الله حقق في الشهر الماضي انتصاراً سياسياً كبيراً في لبنان، في أعقاب انتخاب رئيس مقرّب منه، وهو قائد الجيش السابق (العماد) ميشال سليمان، إضافة إلى زيادة عدد الوزراء المحسوبين عليه داخل الحكومة اللبنانية، ما أدى إلى اكتسابه القدرة على نقض قراراتها»، مشيراً إلى أن «هذا الرأي هو السائد (لدى الاستخبارات الإسرائيلية)، وأُعرب عنه في عدد من الاجتماعات التي عقدت أخيراً، وورد أيضاً في التقدير الاستخباري الذي قُدم إلى وزير الدفاع إيهود باراك».
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن التقدير الاستخباري الإسرائيلي يشير إلى أن «تعرض حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله، للانتقادات القاسية، بسبب استخدامه السلاح في بيروت والجبل، سيدفعه إلى المبادرة لشن عملية ضد إسرائيل على الحدود الشمالية، كي يتمكن مجدداً من الادعاء بأن الهدف المركزي لسلاحه هو ضرب إسرائيل، لا ضرب المواطنين اللبنانيين».
ونقلت الصحيفة عن محافل في الجيش الإسرائيلي قولها إن «المؤسسة العسكرية قلقة، بشكل خاص، من استهداف ضباط رفيعي المستوى في الجيش، وأحد السيناريوهات المتداولة لديها هو استهداف شخصية إسرائيلية ذات خلفية أمنية، الأمر الذي دفعها أخيراً إلى تشديد الحماية الشخصية حول كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي»، مشيرة إلى أن «الفرضية المطروحة لديها أن يظهر هذا الاغتيال كرد متناسب على اغتيال القيادي عماد مغنية».
وبحسب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإنه «رغم أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد قلّصت من انشغالها باغتيال مغنية أخيراً، إلا أنهم (في الاستخبارات) يقدرون بأن حزب الله لا يزال إلى الآن يبحث عن انتقام رداً على اغتياله، ولا يزال الاستنفار المعلن من جانب إسرائيل في شباط الماضي ساري المفعول، إذ اتّخذت إجراءات مكثفة على الحدود الشمالية وحول أهداف إسرائيلية في الخارج»، مشيرة إلى أن «الإنذارات من شن عمليات، لا تزال قائمة، بل زادت حدتها أخيراً، رغم التقدم في المفاوضات غير المباشرة في ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى».