رأى الرئيس الأميركي، جورج بوش، أمس، أن تأثير إيران في العراق تراجع وسيواصل تراجعه، مكرراً أنه لا يستبعد «الخيار العسكري» لإجبار طهران على تعليق برنامجها النووي. وقال بوش، في مقابلة مع قناة فرنسا الثالثة بثت أمس، عشية وصوله إلى باريس في إطار جولته الأوروبية الوداعية: «طبعاً ثمة تأثير إيراني في العراق، لكنه أقلّ من الماضي وسيواصل تراجعه، في رأيي، مع التطور التدريجي للاقتصاد والمجتمع». وأضاف أن «العراق يتحوّل إلى ديموقراطية فاعلة. إنهم (العراقيّين) يدركون أن التأثير الإيراني يؤدي إلى زعزعة الاستقرار».
وكرَّر الرئيس الأميركي أن الخيار العسكري لا يزال وارداً ضدّ إيران لإجبارها على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم. إلا أنه تابع: «لكن طبعاً قلنا دائماً للأميركيين، إننا نريد معالجة هذه المشكلة عبر الدبلوماسية، وسنعمل على حلها دبلوماسياً».
ورداً على سؤال عن خطر أن تشهد الولايات المتحدة تجربة مماثلة لاعتداءات 11 ايلول 2001، أقرَّ بوش بأن «العالم لا يزال خطراً، ولكن ثمة سبل لجأنا إليها ستساعد الرئيس المقبل» على ضمان أمن البلاد. وقال: «ما تبدل أننا نواصل الضغط على القاعدة. من هاجمونا هم اليوم في موقع الدفاع عن النفس».
ويصل بوش إلى فرنسا اليوم في إطار جولة أوروبية تهدف خصوصاً إلى إقناع الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ماليّة أشدّ على إيران.
وبحسب مقتطفات من خطاب سيلقيه اليوم في باريس، أكد الرئيس الأميركي أن خليفته سيرث علاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لم تكن قطّ على هذا القدر من «الاتساع والدينامية»، وقال: «عندما يحين الوقت للترحيب بالرئيس الأميركي الجديد في كانون الثاني المقبل، سيسرني أن أبلغه أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا هي الأوسع والأكثر دينامية مما كانت عليه يوماً». وفي روما، التقى بوش أمس، رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلوسكوني، وتباحث معه في مسألة اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن البرنامج النووي لإيران والاستجابة لدعوات أميركية بأن تقوم قوات حلف شمال الأطلسي بدور أكبر في أفغانستان.
ولقي بوش استقبالاً فاتراً من الرأي العام الإيطالي، حيث احتجّ نحو 2000 شخص لدى وصوله أول من أمس، ووقعت احتجاجات منفصلة يوم أمس، إذ رددت مجموعة صغيرة عبارة «بوش عد إلى بلدك» عندما زار الأكاديمية الأميركية في روما.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، لقناة «سكاي تي جي 24» الإيطالية، أن روما «يمكنها التعويل على الأصدقاء الأميركيين» لتنضم إلى مجموعة القوى الست الكبرى التي تفاوض إيران حول ملفّها النووي. وتدارك قائلاً: «ولكن، فلننتظر تصريحات بوش».
ورداً على سؤال عن رفض ألمانيا لدخول إيطاليا في مجموعة الدول التي تفاوض طهران، قال فراتيني إن إيران تمثّل «تحدياً كبيراً لنا نحن الأوروبيين ولنثبت أن أوروبا يمكنها أن تتبنّى موقفاً موحداً».
(أ ب، أ ف ب)