حملت التطورات العراقية، أمس، إشارات إلى تسابق إيراني ــ عربي على كسب ودّ حكومة بغداد، حيث أكدت عمّان لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي ينهي زيارته إلى الأردن اليوم، على «أهمية مدّ جسور الاتصال بين العراق ومحيطه العربي»، فيما أعادت طهران افتتاح أهم معبر حدودي مع بلاد الرافدين في أول بادرة حسن نيّة تظهرها تجاه حكومة بغداد بعد زيارة المالكي الأخيرة.ونقل بيان الديوان الملكي الأردني عن الملك عبد الله الثاني تأكيده خلال لقائه المالكي، على «أهمية مدّ جسور الاتصال بين العراق ومحيطه العربي باعتباره أمراً مهماً لضمان استعادة العراق دوره الفاعل والمؤثر في إطار أمته العربية الواحدة». وأشار إلى أنّ «قرار إعادة السفير الأردني إلى بغداد يجسّد حرص الأردن على بناء علاقات قوية ومتينة مع العراق».
وأضاف عبد الله الثاني إنّه يساند جهود الحكومة العراقية لتثبيت الأمن والاستقرار في جميع أرجاء بلاد الرافدين «من خلال انخراط كل مكوّنات الشعب العراقي في العملية السياسية التي تستهدف بناء مستقبل العراق والمحافظة على سيادته».
يُذكر أن الأسبوع الماضي حمل وعوداً إماراتيّة وبحرينيّة وأردنيّة بإعادة تسمية سفراء لها في عاصمة العبّاسيين بعد مقاطعة طويلة.
وبحسب البيان الملكي، فإنّ المالكي وضع مضيفه «في صورة الأوضاع الراهنة في العراق والمساعي التي تبذلها حكومته لبسط سيطرتها على كل مناطقه، وجهود توحيد الصف العراقي للمساهمة في بناء العراق». وكان المالكي قد كشف فور وصوله إلى العاصمة الأردنيّة، أن هذه الزيارة «سيكون لها شأن أكبر في مجال التعاون والتكامل والتواصل في مختلف المجالات التي تهم البلدين»، فيما لفت مراقبون إلى أنّها تهدف للتمهيد لإعادة حرارة العلاقات بين العراق والسعودية عبر البوابة الأردنية.
على صعيد آخر، وفي ما يبدو أنه بوادر لتحسّن العلاقات بين العراق وإيران بعد زيارة المالكي الأخيرة، أعيد افتتاح معبر المنذرية الحدودي بين البلدين، بعدما أُغلق في منتصف شباط 2007 «لأسباب أمنية»، ما تسبّب بانخفاض كبير في حجم التبادل التجاري بين البلدين.
ويعدّ هذا المعبر أقرب نقطة تربط بين الأراضي الإيرانية وبغداد.
وتزامن ذلك مع إعلان وزارة الموارد المائية العراقية أن وفداً إيرانياً رسمياً سيزور بغداد قريباً، للبحث في قضية شحّ المياه التي تعانيه بلاد الرافدين، ومواجهة موجة الجفاف في الموسم الحالي.
وأوضح وزير الموارد المائية العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، أنّ مجيء الوفد الإيراني تقرّر أثناء زيارة المالكي إلى طهران.
ميدانياً، تعرّض مقرّ «الحزب الإسلامي العراقي»، الذي يرأسه نائب الرئيس طارق الهاشمي، لانفجار عبوة ناسفة داخله في مدينة الفلوجة، أدت إلى وقوع جريح واحد. وسقط تسعة عراقيين آخرين في أعمال عنف متفرّقة، فيما عثرت الشرطة على ثلاث جثث مجهولة الهوية في بغداد.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)