أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أمس وجود مستشاري رئيس الوزراء إيهود أولمرت، المكلفين ملف التفاوض مع دمشق، يورام طوربوفيتش وشالوم تورجمان، في أنقرة لإجراء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع ممثلين سوريين رسميين بوساطة تركيا. وكان طوربوفيتش وتورجمان قد غادرا إسرائيل متوجهين رسمياً إلى باريس من أجل الإعداد لزيارة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى الأراضي المحتلة في الثاني والعشرين من الجاري. لكن المسؤولَين الإسرائيليين قررا التعريج على أنقرة مستغلين فترة يومين تفصل عن المواعيد المحددة لها في العاصمة الفرنسية.
وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» على الإنترنت أن من بين المواضيع التي سيثيرها المسؤولون في محادثاتهما غير المباشرة مع السوريين احتمال حصول لقاء بين أولمرت والرئيس بشار الأسد على هامش مؤتمر الاتحاد المتوسطي الذي تستضيفه باريس في الثالث عشر من الجاري. وكان ساركوزي قد دعا الزعيمين السوري والإسرائيلي إلى حضور المؤتمر. وبحسب موقع «يديعوت»، من المتوقع أن يحمل مبعوثا الرئيس الفرنسي اللذان زارا سوريا أمس والتقيا الأسد رد الأخير بشأن استعداده للقاء أولمرت.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن طوربوفيتش وتورجمان يقدران أن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين الدولتين سيكون ممكناً خلال فترة قصيرة. ونقلت الصحيفة عن تورجمان قوله أخيراً في حديث مع دبلوماسيين أجانب إن جولة المحادثات التالية ستدار بشكل غير مباشر عن طريق الوسطاء الأتراك، لكنه قدر أن «من غير المستبعد أن يجلس الأطراف في اللقاءات المقبلة في الغرفة نفسها».
وكان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قد أعرب عن اعتقاده أول من أمس بأن استئناف التفاوض المباشر مع إسرائيل لا يزال مبكراً. وقال إن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل هي في مرحلة أولية، وإن سوريا تأمل أن الدولة العبرية جدية في التوصل إلى اتفاق يساعد على استقرار الشرق الأوسط.
إلى ذلك، قال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» الإسرائيلي المتطرف، أفيغدور ليبرمان، إنه ينبغي التفاوض مع سوريا فقط في الترتيبات الأمنية بلبنان لا في هضبة الجولان. وهدد ليبرمان، في كلمة أمام عدد من اليهود المهاجرين من روسيا في ولاية نيوجرسي الأميركية، «بتدمير دمشق وعدم إبقاء حجر على آخر إذا ما قصف حزب الله إسرائيل». وقال: «ممنوع الحديث معهم، ولو تلميحاً، عن تسليم هضبة الجولان أو أي أراض مقابل السلام. يجب أن يكون واضحاً للأسد أنه إذا قصف حزب الله سكان الشمال، فإن سوريا ستدفع كامل الثمن. حينها سيخسر بشار الأسد وعائلته حكم البعث ولن يبقوا أحياء، ولن نترك حجراً على حجر في دمشق».
(الأخبار)