مصر ترعى حواراً داخليّاً فلسطينيّاً... ووفد من «فتح» في القطاع اليوم
غزة ــ رائد لافي
القاهرة ــ خالد محمود رمضانوأعلنت مصادر مصرية وفلسطينية لـ«الأخبار» أن «مصر والجامعة العربية ستدعوان مختلف الفصائل الفلسطينية إلى عقد اجتماع موسّع في العاصمة المصرية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، وإجراء مصالحة وطنية شاملة، عقب إعلان مصر المنتظر عن التوصل إلى اتفاق لوقف أعمال العنف المتبادلة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة».
وكان مقرراً أن يعلن أمس رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان تحديد ساعة الصفر لبدء الهدنة، غير أن إشكالات فنية برزت في اللحظات الأخيرة عطّلت هذا الإعلان، وفقاً لما أكدته مصادر مصرية مطّلعة لـ«الأخبار». وستعقد حركة «حماس» اجتماعاً خاصاً لكبار قادتها لحسم الموقف من مشروع الهدنة المصري وإبلاغه لاحقاً لسليمان.
وغادر وفد «حماس» برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، القاهرة عائداً إلى دمشق، بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام.
وفي غزة، قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية، إن حركة «حماس» نجحت، بجهود الوسيط المصري، في «فصل قضية الجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط عن ملف التهدئة»، معلناً أن «إبرام اتفاق تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي شارف على الانتهاء».
وأشار هنية، في تصريحات للصحافيين على هامش افتتاحه مقر وزارة العدل في غزة أمس، إلى أن «دولة الاحتلال سعت إلى ربط قضية شاليط بملف التهدئة، غير أن حماس أصرّت على موقفها من الفصل بين الملفّين»، مضيفاً أن «التهدئة مقابل فتح المعابر وكسر الحصار، فيما لملف شاليط استحقاقات أخرى، وهي تحرير أسرى فلسطينيين».
وأعرب هنية عن أمله أن تحقق التهدئة مطالب الشعب على صعيد «وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر»، مجدداً التأكيد أن «التهدئة يجب أن تكون متزامنة، تبدأ في قطاع غزة وتمتد إلى الضفة الغربية».
في السياق، أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن «الرئيس محمود عباس يأمل التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية خلال الأيام القليلة المقبلة». وأوضح أن عباس أجرى خلال اليومين الماضيين سلسلة اتصالات مع القيادة المصرية «لدعم الجهود المصرية في التوصل إلى تهدئة».
وأضاف أبو ردينة أن عباس «طلب رسمياً من الجانب الإسرائيلي أن يتزامن وبشكل فوري اتفاق التهدئة مع فتح المعابر في قطاع غزة، لرفع المعاناة عن شعبنا الفلسطيني في القطاع».
وفي ما يتعلق بالحوار، برز إعلان حركة «فتح» توجّه وفد من قيادتها في الضفة إلى غزة، لا للقاء «حماس» بل للاجتماع مع قادة «فتح» في القطاع. وقال رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي النائب عن حركة «فتح»، عبد الله عبد الله، في تصريح لوكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية المستقلة، إن «وفداً ممثلاً لفتح سيتجه من رام الله إلى قطاع غزة اليوم». وأوضح أن «الوفد سيضم إضافة إليه، كلاً من وزير الزراعة السابق حكمت زيد، مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون المحافظات مروان عبد الحميد، يرافقهم النائب المستقل الذي دعمته حركة حماس زياد أبو عمرو». وأشار إلى أن الزيارة تهدف إلى «لقاء كوادر الحركة وقادتها في غزة للتباحث في مبادرة الرئيس عباس للحوار الوطني، وتبيان أهمية إنجاح هذه المبادرة».
ونفى أن يكون في جدول أعمال الوفد لقاء مسؤولين من حركة «حماس»، قائلاً إن «ذلك ليس من مسؤولية هذا الوفد»، مشيراً إلى أن «هناك لجنة ألّفها عباس مكوّنة من اللجنة التنفيذية وممثّلين عن الفصائل، هي من ستقوم بالاتصال مع حماس لبدء الحوار، الذي تترك إشارة البدء فيه لهذه اللجنة».
ميدانياً، استشهد أربعة مقاومين فلسطينيين، ثلاثة منهم من «سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي»، هم أسر أبو عليان (22 عاماً)، علاء روحي البريم (20 عاماً)، محمود سالم أبو شاب (20 عاماً)، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة، في قصف مدفعي إسرائيلي استهدفهم في محيط معبر صوفا الواقع بين مدينتي رفح وخان يونس المتجاورتين، جنوب القطاع.