طهران تسـحب 75 مليـار دولار مـن ودائعها فـي المصارف الأوروبيّـةإلا أن المتحدثة باسم الممثل الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، كريستين غالاش، كانت قد ذكرت أن وزراء خارجية الاتحاد لم يبحثوا ولم يقرّوا أي جولة جديدة من العقوبات على إيران خلال اجتماعهم أمس.
من جهته، أوضح سولانا «لقد تسلّموا (الإيرانيون) العرض (الحوافز) وسيعطون ردّهم، وكلما كان الأمر سريعاً كان ذلك أفضل»، مضيفاً أن «المحادثات (مع الإيرانيين) كانت أفضل مما كان متوقعاً». وفي خطوة استباقية لأي عقوبات مرتقبة على الجمهورية الإسلامية، سحبت طهران نحو 75 مليار دولار من أوروبا للحيلولة دون تجميدها. ونقلت صحيفة «شاهرواند إيمروز» الإيرانية عن نائب وزير الخارجية المسؤول عن الشؤون الاقتصادية، محسن طلائع، قوله «تم تحويل جزء من أرصدة إيران في مصارف أوروبية إلى ذهب وأسهم، وتم تحويل جزء آخر إلى مصارف آسيوية».
وأوضحت الصحيفة «تم تحويل نحو 75 مليار دولار من أرصدة إيران الخارجية التي كانت مهدّدة بالتجميد إلى إيران بناءً على أوامر (الرئيس محمود) أحمدي نجاد».
في المقابل، استبعد وزير الخارجية الإيرانية، منوشهر متكي، خلال افتتتاح الملتقى الدولي الـ 18 للخليج في طهران، احتمال شنّ أي هجوم أميركي على إيران. وقال «نظراً لفشل واشنطن في قراراتها المتخذه في المنطقة، فلا أعتقد أنّها تجري وراء إثارة أزمة أخرى لدافعي الضرائب الأميركيين». وأضاف «منذ انتخابات الكونغرس الأميركي وحتى الآن هناك نوع من الفراغ في اتخاذ القرارات».
ورفض متكي فرض الأمن في الخليج عن طريق استخدام السلاح، داعياً إلى عدم تكرار التجارب الماضية. ودعا الدول المطلّة على الخليج إلى توفير الاستقرار والأمن في المنطقة من خلال التعاون المشترك لخفض الإجراء‌ات الاستفزازية للأجانب وكفّهم عن إثارة الخوف من أجل بيع سلاحهم في المنطقة». وتابع متكي أن الأمن في الخليج «يتم ضمانه على أيدي الرجال والنساء الأكفاء في المنطقة وأن الأمن المستورد ليس له‌ أي معنى ولا يمكن تحقيق الأمن بالنيابة عن الآخرين»، مشيراً إلى أنّه «لا يمكن ضمان الأمن عن طريق استخدام السلاح».
من جهة ثانية، قال نجاد، لدى استقباله رئيس الوفد الكوبي في اللجنة المشتركة بين طهران وهافانا، وزير الدولة ريكاردو كابريساس، «بدأ عصر الانتصارات والازدهار، والأعداء آيلين إلى الزوال، ونأمل أن نحتفل بأسرع وقت بالانتصارات الكبيرة». وأضاف إن «الشعبين الإيراني والكوبي يقفان في جبهة مشتركة ضد الانتهازيين».
في غضون ذلك، أكّد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، ضرورة تخصيص مقعد في مجلس الأمن الدولي للدول الإسلامية، داعياً المسلمين إلى الاتحاد، ومشيراً إلى معارضة القوى التقليدية في العالم لتحوّل العالم الإسلامي إلى قوة عالمية.
وفي الشأن الداخلي، وجّه رئيس بلدية طهران، محمد باقر قاليباف، في نص نشر على مدوّنته الإلكترونية الخاصة، انتقاداً ضمنياً إلى نجاد عبر التنديد بمن يستغلّون مكافحة الفساد «للوصول إلى الحكم واستبعاد الآخرين». وكتب «في البداية، قد يعتقد الناس أنّ الذين يدلون بمواقف مندّدة هم أبطال مكافحة الفساد». وأضاف «المندّدون يشبهون من ينشر الغصن الذي يجلس عليه».
وفي السياق، ذكر وزير الداخلية الإيراني السابق، مصطفى بور محمدي، الذي أُقيل الشهر الماضي، أنّ نجاد لا يتقبل الانتقاد. وقال، في حديث إلى صحيفة «همشهري»، «لا يستطيع أحد داخل الحكومة الحالية أن يتخذ قراراً مناقضاً لقرار الرئيس».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)