شهد خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش تجاه إيران تراجعاً أمس، إذ رأى أن طلبها الحصول على طاقة نووية سلمية «أمر مبرر». لكنه في الوقت نفسه كرّر معزوفته الشهيرة بأنه لن يستبعد أي خيار لحمل الجمهورية الإسلاميّة على تعليق برنامجها النووي.وقال بوش، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في لندن، «أود قول شيء عن الطلب الإيراني للحصول على طاقة نووية سلمية.. إنه طلب مبرر».
وأعلن الرئيس الأميركي أنه «حان الوقت للعمل معاً للتوصل» إلى حل، مؤكداً «لكن كل الخيارات مطروحة».
من جهة ثانية، دعا بوش أفغانستان وباكستان إلى تعزيز الحوار في شأن مكافحة حركة «طالبان» التي تنشط على طول الحدود المشتركة بين البلدين، قائلاً «يجب حصول تعاون أفضل وحوار أوسع بين الحكومتين الباكستانية والأفغانية».
وكان بوش قال، في حديث لتلفزيون «سكاي» البريطاني الأحد، «اقتلعنا (القاعدة) من العراق»، مدللاً على أهمية العملية العسكرية التي تقودها بلاده في بلاد الرافدين. لكنه استطرد قائلاً «هذا ليس معناه أنهم لا يمثّلون خطورة حتى الآن أو أنهم لا يريدون العودة».
وفي شأن محادثات تحرير التجارة العالمية، قال بوش «ما يثير قلقي بشأن (جولة) الدوحة هو أنه في حين نحرز بعض التقدم في الجانب الزراعي، فإن دولاً مثل البرازيل والهند والصين لا تحرز تقدماً موازياً في قطاع الصناعات التحويلية والخدمات».
من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني أن الاتحاد الأوروبي سيقرّر عقوبات جديدة في حق إيران، منها تجميد أصول مصرف «مللي» الإيراني في الخارج. وقال إن «بريطانيا ستدعو أوروبا لفرض عقوبات جديدة على إيران، وستتفق أوروبا على ذلك. سنتحرك بحيث تُجمّد أصول أكبر مصارف هذا البلد، بنك مللي، في الخارج».
وأوضح براون أن«بريطانيا ستعلن إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان، ما يرفع عديدها في هذا البلد إلى مستوى قياسي» من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.
وينتشر حالياً في أفغانستان نحو 7800 جندي بريطاني، معظمهم في ولاية هلمند الجنوبية. وقُتل 100 وجنديان من القوات البريطانية منذ احتلت قوات التحالف هذا البلد في عام 2001.
وتعدّ العلاقة بين بوش وبراون أكثر رسمية من تلك التي كانت تربطه برئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، الذي كان من أشدّ مؤيدي الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
وفي ختام جولته الأوروبية الوداعية، التي شملت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، زار بوش أمس، برفقة بلير، إيرلندا الشمالية، حيث التقى رئيس الوزراء الجديد، بيتر روبنسون، من حزب الاتحاديين الديموقراطيين البروتستانت ونائبه مارتن ماغويننس، من حزب الشين فين الكاثوليكي في مقر الحكومة في ستورمونت.
وفي غضون ذلك، عبّر مئات الإيرلنديين الشماليين عن احتجاجهم على زيارة بوش إلى بلفاست، واحتشدوا وسط العاصمة، حاملين لافتات كتب عليها «بوش غير مرحَّب بك» و«بوش إلى الخارج».
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن أحد العمال التابعين للشين فين، قوله «لا نملك ثمن إصلاح الطرق، ثمن الخبز والزبدة، لكننا أنفقنا الملايين من أجل أن يشعر هذا الرجل بالترحيب»، مضيفاً أن بوش «احتل العراق».
ومنذ بداية جولته الأوروبية التي استمرت أسبوعاً، حرص الرئيس الأميركي على حشد المعارضة لأنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية التي يشتبه الغرب بأن الغرض منها هو تصنيع قنابل نووية.
وقدّم رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تأييدهم لبوش في جهود منع إيران، رابع أكبر منتج للنفط في العالم، من امتلاك السلاح النووي.
(أ ف ب، أ ب، رويترز)