رأى عدد من المؤرّخين الأميركيين المهتمين بسجل الانتخابات الرئاسية أن مرشح الحزب الجمهوري، جون ماكاين، يملك فرصة ضعيفة للفوز بالسباق إلى البيت الأبيض، موضحين أن هذه هي الفترة الأسوأ التي يمر بها الجمهوريون منذ الحرب العالمية الثانية. ونقل موقع «بوليتيكو» الإلكتروني تقديرات عدد من المؤرّخين، من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، التي تعطي ماكاين «أملاً ضعيفاً» في الفوز بانتخابات الرئاسة بوجه منافسه الديموقراطي باراك أوباما.ورأى العديد من هؤلاء أن فرص أوباما بالفوز هي «أكثر وعداً» بالنسبة إلى مرشح ديموقراطي منذ تمّكن ثيودور روزفلت من هزيمة الرئيس الجمهوري حينها هربرت هوفر في عام 1932.
وقال المؤرّخ الرئاسي في الجامعة الأميركية، آلان ليتشمان، إن هذه الانتخابات الرئاسية «يجب أن تكون نصراً ديموقراطياً ساحقاً». ولفت إلى أن «الجمهوريين يواجهون دائماً خلافات مزمنة تاريخياً لا يمكن حلّها». ورأى أن ماكاين سيحصل على نسبة التصويت عينها التي حصل عليها الرئيس الأميركي جيمي كارتر عندما خسر الانتخابات الرئاسية عام 1980، حين لم يحصل سوى على 41 في المئة من الأصوات.
ورأت المؤرّخة الرئاسية جوان هوفمان، البروفسورة في جامعة مونتانا الحكومية والرئيسة السابقة لـ«مركز دراسات الرئاسة»، أن «ماكاين لن يفوز، وقارنت بينه وبين ما حصل لهوبرت هامفري الذي خسر في مواجهة الجمهوري ريتشارد نيكسون في عام 1968 بسبب عدم شعبية الرئيس الديموقراطي وقتها ليندون جونسون».
وقال آلان أبراموفيتز، البروفسور في شؤون الرأي العام والتاريخ الرئاسي الأميركي، إن ما يمر به الجمهوريون حالياً هو «واحد من أسوأ البيئات السياسية للحزب (الجمهوري) وهو ممسك بالسلطة (الرئاسة) منذ الحرب العالمية الثانية». وتوقّع أن يحصل ماكاين على النسبة عينها التي حصل عليها آدالاي ستيفنسن في عام 1952 وكارتر في عام 1980، وهما المرشحان اللذان بخسارتهما أعادا الحزب المنافس إلى البيت الأبيض. وأردف «سيكون إحباطاً كبيراً إذا فاز ماكين».
وأوضح روبرت دالك، المؤرّخ الرئاسي والبروفسور في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس، أن «الاتجاهات نحو التغيير تظهر نفسها عند انتهاء الولاية الثانية للرئيس عينه». ولفت إلى أنه لم يحصل سوى مرتين فقط في القرن العشرين حين تمكّن الحزب ذاته من الاحتفاظ بالرئاسة لثلاث دورات متتالية، وآخرها في عام 1988 حين خلف جورج بوش الأب سلفه الجمهوري رونالد ريغان الذي كانت شعبيته في السنة الأخيرة من ولايته ضعف شعبية بوش الابن حالياً. وقال إن «المشكلة الأكبر لماكاين هي أنه يترشّح عن الحزب عينه الذي ينتسب إليه أكثر الرؤساء انخفاضاً في الشعبية في العصر الحديث».
(يو بي آي)