مجزرة إسرائيليّة تحصد 6 شهداء... وفد «فتح» مستعدّ للقاء «حمساويّين» رائد لافيالقاهرة ــ خالد محمود رمضان
غداً، السادسة صباحاً، ساعة الصفر التي أعلنتها مصر لبدء تنفيذ الهدنة في قطاع غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من دون تحديد مهلة زمنية، والتي وصفتها مصادر إسرائيلية بأنها «هشة». تهدئة سبقها إصرار إسرائيلي على استغلال ما تبقى من الوقت بدل الضائع لارتكاب المزيد من المجازر في غزة، حيث أسفرت غارات جوية إسرائيلية عن استشهاد ستة فلسطينيين. مجزرة لم تحل دون وصول وفد حركة «فتح» إلى غزة، وإعلانه جهوزيته للقاء «حماس»، إذا رغبت بذلك.
وقال مصدر مسؤول رفيع المستوى في مكتب رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، في بيان، إنه «في إطار الجهود المصرية المتواصلة لدعم القضية الفلسطينية، وفي ضوء الرؤية المتكاملة التي طرحتها مصر لمعالجة الوضع الراهن، وافق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على المرحلة الأولى من هذه الرؤية، المتمثلة في بدء تهدئة متبادلة ومتزامنة في قطاع غزة، اعتباراً من الساعة السادسة من صباح غد الموافق يوم 19/6/2008».
في المقابل، نفى مصدر من «حماس»، لـ«الأخبار»، ما تردد عن «موافقة الحركة على وجود تنسيق مباشر مع إسرائيل عبر جهاز ارتباط مع الإدارة المدنية في معبر إيريز». وقال إن هذه «المعلومات مغلوطة وتروّجها بعض الجهات المناوئة لحماس»، مؤكداً أن كل «المفاوضات جرت برعاية الإخوة المصريين».
ورغم الإعلان في الأيام السابقة عن أن الهدنة ستستمر ستة شهور، خلا البيان الرسمي المصري من أي إشارة إلى الفترة الزمنية التي تستهدفها الهدنة، فيما قال مصدر دبلوماسي فلسطيني في القاهرة إن «الهدنة غير محددة بتوقيت زمني، لكن ثمة اتفاقاً ضمنياً على أن إطارها الزمني سيحدد في ما بعد».
ويُعدّ الاتفاق على وقف إطلاق النار ومنع إسرائيل من التوغل في قطاع غزة أول مرحلة من مراحل اتفاق مصري من ثلاث مراحل، تنتهي بإبرام صفقة لإطلاق سراح مئات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
وكان المتحدث باسم حركة «حماس»، سامي أبو زهري، أعلن أن «المباحثات بشأن التهدئة تسير بشكل إيجابي وتوشك على الانتهاء»، موضحاً «نحن أقرب إلى إعلان اتفاق بهذا الشأن ما لم تحدث تطورات». وأوضح أن التهدئة «تتضمن وقفاً متبادلاً لإطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، ورفع الحصار وفتح المعابر وفق آليات محددة»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس دائرة أبحاث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال يوسي بايدتس قوله أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، «إذا تم التوصل إلى تهدئة مع حماس والمجموعات الإرهابية في قطاع غزة، فستكون مؤقتة وهشة».
وأضافت الصحيفة أن رئيس الأركان الجنرال غابي أشكينازي أكد أمام اللجنة نفسها أن «الجيش يعطي موافقته على مثل هذه التهدئة مع الاستعداد في الوقت نفسه للتحرك».
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن وزارة الدفاع تستعد في هذه الأثناء لاستئناف العمل في المعابر بين إسرائيل والقطاع، إذا تمّ التوصل إلى تهدئة كجزء من رفع الحصار الاقتصادي عن القطاع.
في هذا الوقت، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة أدت إلى استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح بالغة، في غارة جوية نفذتها طائرة حربية ضد سيارة مدنية في بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وقالت مصادر محلية وشهود إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت بالصواريخ سيارة كان يستقلها أربعة شبان يعتقد أنهم من تنظيم «جيش الإسلام»، ما أدى إلى استشهادهم على الفور، إضافة إلى استشهاد اثنين من المارة صودف وجودهما في المكان لحظة القصف.
وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، أصيب فلسطينيان أحدهما في حال الخطر في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة رباعية الدفع (جيب) يعتقد أنها تابعة لتنظيم «جيش الإسلام» أيضاً.
وفي سياق تداعيات الحصار على المرضى، أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد المريضة المسنّة أمينة مقاط، نتيجة منعها من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج اللازم.
داخلياً، وفي زيارة هي الأولى من نوعها منذ سيطرة حركة «حماس» على القطاع قبل نحو عام، انتدب الرئيس محمود عباس وفداً قيادياً من «فتح» لزيارة القطاع، بغية شرح المبادرة التي أطلقها من أجل استئناف الحوار الوطني. ووصل الوفد المكوّن من عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» ومستشار الرئيس لشؤون المحافظات حكمت زيد، ومستشار الرئيس عباس لشؤون الإعمار مروان عبد الحميد، إلى القطاع من خلال معبر بيت حانون (إيريز)، على أن يلحق بهما لاحقاً النائب عن حركة «فتح» عبد الله عبد الله.
وقال زيد، خلال مؤتمر صحافي في مقر محافظة غزة، إن «زيارة الوفد للقطاع تأتي بهدف شرح مبادرة الرئيس عباس للحوار الوطني وللاطمئنان على الأوضاع بشكل عام»، مؤكداً أن «الوفد لا يمانع لقاء كل من يرغب بلقائه».
أما المتحدث باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري، فقال إنه «ليس هناك أي ترتيبات لعقد أي لقاءات بين قيادة حماس ووفد فتح».