واشنطن ــ محمد سعيداقتحمت شركة المرتزقة الأميركية العملاقة «بلاك ووتر» أخيراً مجال خصخصة الاستخبارات، بعد النجاح الذي حققته في تجنيد قوات مرتزقة للعمل لحماية المؤسسات والشخصيات الأميركية في العراق.وقال الخبير في شؤون «بلاك ووتر»، جيرمي سكاهيل، في مقال نشره في العدد الأخير من مجلة «ذي نيشن» الأميركية، إن «مؤسس الشركة إريك برنس أسّس في شباط عام 2007 شركة استخبارات خاصة هي توتال إنتيليجنس سوليوشن، وهي تقدم خدمات استخبارية على نمط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وتستهدف معظم الشركات الخمسمئة المدرجة على قائمة مجلة فورتشن، ومن بين عروض خدماتها التنصّت ومكافحة التنصّت، وجمع المعلومات الاستخبارية والحراسة السريعة للمستخدمين أو الموجودات الأساسية».
وكشف تقرير نشر أخيراً تضمن وثائق من مجلس الاستخبارات القومي أن الحكومة الأميركية تنفق 42 مليار دولار سنوياً كعقود لشركات استخبارات خاصة مقارنة بـ 17.5 مليار دولار في عام 2000. وهو ما يعني أن 70 في المئة من ميزانية الاستخبارات الأميركية تذهب إلى جيوب الشركات الخاصة.
يذكر أن مدير مجلس الاستخبارات القومي مايك ماكونيل كان رئيساً لمجلس إدارة شركة تحالف الاستخبارات والأمن القومي الخاصة.
وتشكلت «توتال انتيليجنس سوليوشن» من ثلاث شركات كان برنس قد اشتراها، وهي مركز أبحاث الإرهاب والدفاع التقني و«بلاك غروب». ويتولى رئاسة الشركة السفير الأميركي السابق، كوفر بلاك، الذي يتولى حالياً أيضاً منصب نائب رئيس «بلاك ووتر»، بعدما كان حتى عام 2005 منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية. ويعرف عنه تعهده بأنه سوف «يأتي برأس أسامة بن لادن على طبق من الثلج الجاف إلى البيت الأبيض».
أما الشخصية الاستخبارية الثانية في الشركة فهو روبرت ريتشارد، الذي كان حتى عام 2005 يتولى منصب نائب مدير قسم عمليات الـ«سي آي إيه» السرية في الوطن العربي. وكان جزء من مسؤولياته ينص على أن يكون «رجل ارتباط سي آي إيه مع ملك الأردن عبد الله الثاني»، الذي وصفته المجلة بـ«حليف رئيسي لأميركا وزبون لبلاك ووتر».
أما رئيس العمليات الاستخبارية في الشركة فهو ريك برادو، وهو طبقاً لموقع الشركة الإلكتروني، رجل استخبارات سابق عمل في الـ«سي آي إيه» لمدة 24 عاماً كمدير في إدارة العمليات السرية، وعمل في ست مناطق في العالم، بينها شمال أفريقيا. كما عمل بشكل وثيق مع خوسيه روريغز المتهم الرئيسي بقضية إتلاف أشرطة تسجيل التحقيقات مع المعتقلين في سجون الـ«سي آي إيه» السرية.
ويعمل في الشركة الجديدة نحو مئة موظف، معظمهم ممن كانوا يعملون سابقاً في أجهزة الاستخبارات الأميركية ومحللون يعملون على مدار الساعة من مكاتبهم في ضاحية بولستون قرب العاصمة الأميركية.
وقال ريتشر إنه وكوفر يحظيان بعلاقات واسعة تمكنهما من الحصول على عقود استخبارية خاصة، ويدلل على ذلك بعلاقته الشخصية مع الملك الأردني منذ أن كان ضابط ارتباط لـ«سي آي إيه»، حيث تمكن بفضل هذه العلاقة من الحصول على عقود أمنية كبيرة في مجال تدريب الاستخبارات الأردنية وعلى عقود لمصلحة شركة «بلاك ووتر» للمرتزقة.
لقد انتقلت ملايين الدولارات التي استثمرتها «سي آي إيه» في الأردن إلى ريتشر. ونقلت المجلة عن مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية قولهم إن الوكالة غاضبة نتيجة استمرار العلاقة بين الملك وريتشر حتى بعد تركه منصبه. ويؤكد هؤلاء المسؤولون أن الملك عبد الله الثاني لا يزال يتحدث إلى ريتشر بانتظام حول الأمور نفسها التي كان يتحدث بشأنها مع الوكالة، إذ يعتقد أن ريتشر لا يزال هو ضابط الاتصال بينه وبين الوكالة.