Strong>بعد نحو عشرة أشهر على الغارة الإسرائيلية على الموقع السوري في دير الزور، بدأ وفد من وكالة الطاقة الدولية مهمة للتأكد من الادعاءات الأميركية والإسرائيلية. مهمة قد لا تكون زيارة واحدة كافية لهابدأ وفد من الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، أمس، مهمة في سوريا للتحقّق من الادعاءات الأميركيّة والإسرائيلية بتطوير دمشق مفاعلاً لليورانيوم في منشأة في منطقة دير الزور كانت هدفاً لغارة إسرائيلية في أيلول الماضي. وبالتزامن مع زيارة الوفد، عادت التسريبات الإعلامية عن المنشأة السوريّة لتربطها هذه المرة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقال نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أولي هاينونن، الذي يرأس الفريق، للصحافيين قبل مغادرة فيينا: «نتوجه الآن إلى دمشق، وسنلتقي نظراءنا، ثم سنبدأ بجمع الوقائع». وأضاف: «سنرى حين نصل هناك ما سنعثر عليه».
وقال هاينونن، الذي سيزور مع الفريق موقع الكبر في الصحراء شمال شرق سوريا: «سنبدأ بتحديد الوقائع»، مشيراً إلى أنه سيعود إلى فيينا مساء الأربعاء. وأبدى ثقة بأنه سيعود مرّة ثانية إلى سوريا لاستكمال مهمته. وستنشر نتائج مهمة التفتيش في تقرير يناقش خلال الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أيلول في فيينا.
وقال دبلوماسيون مقربون من وكالة الطاقة إن الوكالة علمت من أيام قليلة فقط بأنه سيسمح لمفتشيها باصطحاب أجهزة رادار قادرة على اختراق التربة. وأضافوا أن المفتشين يريدون فحص أنابيب المياه التي تقود إلى موقع الكبر ومضخات مياه قريبة لمعرفة إذا ما كان الموقع مشابهاً لمفاعل يونغبيون الكوري الشمالي، بحسب الادعاءات الأميركية.
كذلك يريد المفتشون تفحص الحطام الذي خلفته الغارة الإسرائيلية. ويسعى المفتشون أيضاً إلى البحث عن كميات دقيقة من الغرافيت، التي تستخدم كعنصر في المفاعل الكوري الشمالي، الذي يدعي الأميركيون أن المفاعل السوري يحاكي تصاميمه. ويرى خبراء أن مثل هذا المفاعل يحتوي على أطنان من الغرافيت، وأي انفجار لا بد أن ينثر غبار الغرافيت في المنطقة.
وقال أحد الدبلوماسيين إن الفريق سيطلب معلومات عن الادعاءات بامتلاك سوريا سرّاً معدّات نووية، سواء حصلت عليها من كوريا الشمالية أو السوق النووية السوداء، التي يتّهم العالم الباكستاني عبد القدير خان بإدارتها.
وبالتزامن مع زيارة الوفد، ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن دمشق وبيونغ يانغ ساعدتا طهران على تطوير برنامجها النووي عبر بناء الموقع النووي المفترض في سوريا. وأضافت، في عددها الذي سيصدر اليوم، أنه كان يفترض أن يستخدم موقع الكبر في مشروع عسكري مشترك بين سوريا وكوريا الشمالية وإيران، موضحة أنه كان مفاعلاً نووياً لغايات عسكرية.
وتتابع المجلة، نقلاً عن مصادر في الاستخبارات الألمانية، أنه كان من المقرر أن تكون المنشأة موقعاً مؤقتاً لإيران تطور فيه قنبلتها النووية بانتظار تمكنها من القيام بذلك على أراضيها. وأشارت إلى أن هذا المشروع بُحث خلال زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى سوريا في 2006.
وأضافت نقلاً عن تقارير أجهزة الاستخبارات الألمانية، تؤكد المجلة امتلاك نسخ عن مقتطفات منها، أن الرئيس السوري بشار الأسد يفكر حالياً في سحب دعمه للبرنامج النووي الإيراني.
إلى ذلك، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين، خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس، إن سوريا تخشى زيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يدلين قوله إن «السوريين يخشون الزيارة وينفذون أعمالاً لإخفاء أمور في منطقة منشأة دير الزور. كذلك تمنع دخول صحافيين أجانب لسوريا حتى انتهاء زيارة وفد الوكالة الدولية».
ورأى يدلين أن الرئيس السوري بشار الأسد «في وضع يتيح له تحقيق مكاسب في جميع الحالات» بسبب استئناف محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل. وأضاف أن استئناف المحادثات أدى إلى «إزالة ضغوط تحسباً من صيف ساخن (عسكرياً) وخلق أجواء تهدئة أكبر منحت الأسد وقتاً لمواصلة بناء قوته العسكرية وعبور الصيف بسلام، وإلى جانب ذلك، فإنه لا يتنازل عن شيء وانفتح على دول العالم».
واستعرض يدلين أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن سلسلة من التطورات في الشرق الأوسط التي تقود إلى استنتاج أن الدول العربية تحاول تهدئة الأجواء. وقال إنه «إذا كان هناك تخوف لدى الدول العربية من أن صيف 2008 سيكون حاراً ستنفذ فيه إسرائيل عمليات عسكرية شديدة، فقد تم خلال الأشهر الأخيرة القيام بعدة خطوات استراتيجية من جانب الدول العربية بهدف منع نشوء محيط مؤيد لعمليات عسكرية إسرائيلية». وأضاف أن «ثمة محاولة من جانب الدول العربية لإبطال أوضاع متفجرة كان من شأنها أن تؤدي إلى صيف حار بالنسبة إلى إسرائيل».
في هذا الوقت، عرض الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأحد في دمشق مع وفد من جمعية الصداقة الألمانية العربية الأوضاع في الشرق الأوسط وإمكان التعاون بين سوريا وألمانيا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن رئيس الجمعية أوتو فيزهوي قوله إن اللقاء تناول عملية السلام في المنطقة والأوضاع في فلسطين ولبنان والعراق، إضافة إلى إمكان التعاون الاقتصادي والثقافي وفي مجال التعليم العالي بين البلدين. وأضاف: «لقد لمسنا حرص الرئيس الأسد على تحقيق السلام في المنطقة»، مؤكداً «الدور المحوري لسوريا في تحقيق الأمن والاستقرار وإيجاد حلول لقضايا المنطقة».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)