strong>في وقت لا تزال فيه الدولة العبريّة صامتة عن التعليق على هدف المناورات العسكريّة فوق البحر المتوسط أوائل الشهر الحالي، تتوالى أصداء الحديث عن استهداف إيران في الداخل الإسرائيلي، حيث يرى البعض أن ما أُشيع عن ذلك هو «مجرّد تحذير» بينما يراها آخرون «مقدّمة لعمل عسكري»
حذّر رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، الولايات المتحدة وإسرائيل من التحدّث بمنطق القوة مع بلاده، داعياً إياهما أن تأخذا العبرة من لبنان والعراق. وأعرب، خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لرحيل وزير الدفاع السابق مصطفى شمران، عن استعداد بلاده لأي ظرف. وهدّد الإسرائيليين بالقول: «إذا أرادوا القيام بهذا التصرّف الخاطئ (أي الهجوم) فإنهم سيتضرّرون أكثر من غيرهم».
واعتبر لاريجاني ما جرى من مناورات عسكرية إسرائيلية يندرج في إطار الحرب النفسية، مؤكّداً أنّ التحدّث بمنطق القوة مع بلاده سيغيّر ظروف المنطقة. ونصح الأميركيين بأن ينظروا «بدقّة» إلى قضايا المنطقة، ودعاهم إلى أخذ العبرة من لبنان والعراق قائلاً: «إذا أرادوا أن يغمضوا أعينهم عن الحقائق الراهنة في المنطقة، فإنّ ظروفهم التي شهدوها خلال حرب الثلاثة والثلاثين يوماً في لبنان (عام 2006) والقضايا المتعلّقة بالعراق ستتكرّر». وتابع: «خريجو مدرسة الشهيد شمران يواصلون اليوم نهجه في لبنان والعراق وإيران، وإذا أراد الأميركيون أن يواصلوا الحديث بلغة القوة، فإن ظروف المنطقة ستتغير».
وفي السياق نفسه، قال المتحدث الحكومي غلام حسين إلهام أول من أمس إن «شنّ اعتداء علينا أمر مستحيل». ورأى أنّ المناورات العسكرية الإسرائيلية تُثبت أنّ إسرائيل «تعرّض الأمن والسلم الدوليين للخطر».
على الجهة الإسرائيلية، كشفت صحيفة «معاريف» أمس، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، التقى يوم الجمعة الماضي مع ضابط سلاح الجوّ السابق العميد في الاحتياط أفيئام سيلَع، الذي وضع مخطط الهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي العراقي في 7 حزيران1981. ولفتت الصحيفة إلى أنّ سيلع كان سيتولى سلاح الجوّ الإسرائيلي لولا تورّطه في قضية الجاسوس الإسرائيلي في الولايات المتحدة، جوناثان بولارد، إذ كان أوّل من أجرى اتصالاً مع بولارد وجنده للتجسّس لمصلحة إسرائيل.
ورأى المحلّل العسكري في الصحيفة، عمير ربابورت، أنّ ما نشرته «نيويورك تايمز» يدلّ على أنّ إسرائيل «بقيت وحدها في مواجهة القنبلة الإيرانية». وحذّر من خطورة تحويل البرنامج النووي الإيراني لمشكلة إسرائيلية، لأنّ مصلحة إسرائيل تقتضي أن تقود الولايات المتحدة الصراع ضدّ إيران وأن تجنّد تحالفاً دولياً لهذا الغرض.
وقال ربابورت إنّ الهجوم على إيران لن يكون شبيهاً بالهجوم الإسرائيلي على منشأة دير الزور السورية في أيلول لأنّ إيران ستردّ بهجمات صاروخية من أراضيها ومن لبنان وقطاع غزّة بواسطة صواريخ «حزب الله» و«حماس».
أما المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، فقد رأى أنّ الأميركيين يتكتمون على خيارهم العسكري ضدّ إيران ويفضّلون أن يكون الإسرائيليون هم «المجانين» في المرحلة الحالية. واستبعد شنّ هجمة عسكرية على إيران، مقارناً بين الاستعدادات الإسرائيلية لمهاجمة إيران ومهاجمة المفاعل النووي العراقي ومنشأة دير الزور، مشيراً إلى أنّ «في المرتين السابقتين لم تطلق إسرائيل تصريحات ولم تهدّد، بل هاجمت وحسب، بينما هذه المرة نحن نهدّد، وبإمكان الإيرانيين أن يطمئنوا، عندما ينبحون، يعني أنّهم لن يعضّوا».
لكن المراسل والمحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل، توصل لنتيجة مختلفة ورأى أن الوقت أخذ يتقلّص قائلاً: «لو كان المسؤولون في القدس يفكّرون بجدّية في الاعتياد على توازن رعب نووي جديد، لسمعنا مديحاً حيال عقلانية النظام الإيراني». أما زميله في الشؤون الاستراتيجية والاستخباراتية يوسي ميلمان، فقد رأى أنّ «احتمالات نجاح هجوم على إيران مرتبطة بالمعلومات الاستخبارية التي ستتوافر لدى إسرائيل، مرتبطة بمعرفة سماكة الإسمنت في المباني التي ستهاجم، وعمق هذه المنشآت في باطن الأرض»، ما سيُملي عليها نوعية الأسلحة والقنابل (الذكية) التي ستستخدمها. ولفت إلى دراسة أميركية أُعدت في عام 2006، وتناولت هجوماً إسرائيلياً محتملاً على إيران.
وبحسب هذه الدراسة، فلدى سلاح الجوّ الإسرائيلي ثلاثة مسارات لهجوم كهذا، المسار الأقصر والمركزي يمرّ في أجواء الأردن والعراق، والمسار الثاني يمرّ عبر الحدود التركية السورية، فيما يمرّ المسار الثالث فوق البحر المتوسط والسعودية أو بقربها.
هذا وقد دعا رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست، تساهي هانغبي، المجتمع الدولي إلى فرض المزيد من العزلة على إيران. وقال: «يمكن اتخاذ تدابير دبلوماسية إضافية لإجبار إيران على وقف برنامج التخصيب النووي»، واقترح فرض الحظر على الطائرات والسفن وحتى الوفود الرياضية الإيرانية على الدخول إلى الدول الغربية، مشيراً إلى أنّ من المبكر لأوانه مناقشة الحلّ العسكري، وقال إنّ العامين المقبلين سيكونان حاسمين.
ومن واشنطن، رجّح مسؤولون في الإدارة الأميركية أن يُنهي الرئيس جورج بوش عهده من دون تحقيق أي تغيير في ملفّ إيران النووي، مشدّدين على أنّ ما من خيارات سياسية أو عسكرية مطروحة على الطاولة لكبح طموحات طهران النووية في الوقت الراهن.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المسؤولين قولهم إنّهم خلصوا إلى نتيجة مفادها أن الجهود الدبلوماسية من أجل كبح طموحات إيران النووية لن تؤدّي إلى حصول أي اختراقات خلال العام الجاري.
وفي تطورات الملف النووي، اجتمع مجلس الشورى في جلسة سرّية أمس لدراسة آخر تطورات هذا الملف، بحضور رئيس منظمة الطاقة النووية، رضا آغازاده وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، سعيد جليلي، اللذين قدّما تقريرين عن التطورات الأخيرة للقضية النووية لنواب مجلس الشورى.
وأوضح جليلي خلال الاجتماع، أن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، رحب خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، برزمة مقترحات إيران، وأعلن أنه يوافق على رؤوس عناوينها ومحتواها العام. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن جليلي قوله: «إن بعض القوى الكبرى، خلال اتصالات هاتفية، وصفت رزمة مقترحات إيران بأنها تحوي نقاطاً إيجابية».
وفي الملف الأمني، أعلن وزير الداخلية بالإنابة، مهدي هاشمي، بتّ ملف «جند الله» في إقليم بلوشستان في جنوب شرق البلاد، واصفاً اعتقال وتسليم السلطات الباكستانية «بعض العناصر المرتبطة بهذه الزمرة الإرهابية» بأنها «خطوة جيدة».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر)


خامنئي: شاركت مع شمران في عمليّات عسكريّة

كشف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، عن مشاركته مع أحد القادة العسكريين الذين سقطوا في الحرب العراقية الايرانية، العالم الفيزيائي الإيراني وزير الدفاع الأسبق، مصطفى شمران، في عمليات استهداف دبابات القوات العراقيّة.
ونقلت صحيفة «الوفاق» الإيرانيّة المتحدثة بالعربيّة عن الموقع الإعلامي لمكتب المرشد الأعلى أن خامنئي أشار في إحدى ذكرياته عن تلك الأيام أنه «ارتدى بزّة القتال للمرة الأولى عندما وصل مدينة الأهواز والتقى الشهيد مصطفى شمران حينذاك، رغم أنه لم يكن متداولاً أن يرتدي علماء الدين الزي العسكري». وأضاف انه «وضع العمامة والرداء (الديني) جانباً وحمل البندقية وشارك في تلك الليلة في العمليات». وتابع «لقد تكرّرت مشاركته في العمليات لعدة ليال الى جانب جند الإسلام لاستهداف دبابات العدو التي كانت في المنطقة». ومن المعروف أن شمران الذي نال الدكتوراه من جامعة أميركية، كان قد مكث في لبنان لفترة، ثم توجّه الى إيران التي شغل فيها منصب وزارة الدفاع قبل أن يسقط في ميادين القتال أثناء الحرب العراقيّة ـــــ الإيرانية (1980-1988).
(الأخبار)