الكشف عن محاولة جديدة لاغتيال نجاد وسط تشكيك إعلامي وتنصّ الإجراءات الجديدة على إضافة بعض الأسماء والكيانات إلى قائمة الأشخاص والمنظمات التي نصّت العقوبات السابقة على تجميد أموالهم وحظر منحهم تأشيرات دخول للسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وتشديد العقوبات هذا يأتي نتيجة تفسير أكثر تشدّداً من الدول الأوروبية للقرارين 1737 و1747 اللذين اعتمدهما مجلس الأمن الدولي ضدّ إيران في كانون الأول 2006 وآذار 2007، حيث تتضمن عقوبات الأمم المتحدة في الواقع بنداً يدعو الدول إلى «التيقظ إزاء قيام أشخاص يشاركون في أنشطة نووية إيرانية أو مرتبطين مباشرة بها أو يقدّمون دعماً إليها بعبور أراضيها».
وقال دبلوماسي أوروبي إنّ هذا البند يمكن أن يفسّر بطريقة متفاوتة، وإنّ العقوبات الجديدة تسهم في تفسير أكثر تشدّداً من السابق.
في المقابل، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، أن يكون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، قد قدّم اقتراحاً بتعليق تخصيب اليورانيوم ستة أسابيع. وقال حسيني إنّ «رزمة المقترحات التي قدّمتها مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا (مجموعة 5+1) هي ما طُرِح في وسائل الإعلام».
ووجّه حسيني رسائل تحذير إلى الكيان الصهيوني بعد نشر معلومات عن مناورات أجرتها اسرائيل فوق البحر المتوسط تستهدف ايران، ورأى أنّ إسرائيل «ليست في موقع يمكن من خلاله تهديد إيران». وأنّها «تبادر أحياناً إلى طرح شعارات فارغة في خطوة لنقل أزماتها الداخلية إلى الخارج»، مضيفاً إن «الصهاينة تلقّوا هزيمة ساحقة أمام المقاومة اللبنانية والفلسطينية وأتت المناورة العسكرية الأخيرة لرفع معنويات المسؤولين الصهاينة».
كما تطرّق المتحدّث إلى «مقتل عدد من المسؤولين الإيرانيين» على يد «جماعة جند الله» المعارضة التي وصفها بـ«زمرة المنافقين». وكشف عن أنّ طهران قرّرت إرسال وفد إلى باكستان لمتابعة قضية جنود القوّات الإيرانية الـ 16 الذين خطفتهم الجماعة.
كما أعرب عن أسفه لـ«الدعم الذي تقدّمه بعض الدول الغربية لجماعة مجاهدي خلق» المعارضة، مشيراً إلى أنّ «بريطانيا بادرت إلى سحب اسمها من قائمة المنظمات الإرهابية».
لكنّ صحيفة «تايمز» كشفت عن أنّ رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون يعتزم إبقاء منظمة «مجاهدين خلق» على لائحة المنظمات الإرهابية المحظورة في بلاده وتحدّى القرار الذي اتخذته محكمة الاستئناف الشهر الماضي وقضى بعدم وجود دليل يُثبت تورُّط المنظمة بالإرهاب وبالتالي إزالتها عن اللائحة.
وقالت الصحيفة إنّ وزراء الحكومة البريطانية سيبدأون التحرّك لرفع الحظر عن الجماعة اليوم، غير أنّ براون أمر وزيرة الداخلية جاكي سميث بحظر الجناح العسكري للمنظمة بدلاً من ذلك.
من جهة ثانية، أعلن مستشار الرئيس الايراني، علي ذبيحي، أن الأخير نجا من محاولتي اغتيال في العراق في آذار وفي إيطاليا مطلع الشهر الحالي خلال مؤتمر دولي.
وقال مستشار الرئيس للموارد الإنسانية إن «عمل الرئيس في السنوات الثلاث الأخيرة هدد المصالح غير المشروعة لكثيرين في إيران والخارج ولهذا السبب خطط البعض لاغتياله».
وأضاف ذبيحي إن «خصوم نجاد يخشون من أن يعيد الإيرانيون انتخابه لولاية جديدة».
وشكّكت بعض الصحف المعتدلة بتصريحات الرئيس الإيراني عن مؤامرة لاغتياله في العراق.
وتساءلت صحيفة «اعتماد ملي» «بما أنّ نجاد زار نيويورك (للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي) ألم يكن من الأسهل على الأميركيين خطفه على أراضيهم؟».
أما المقرّب من الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، كارغو زاران، فطالب الهيئات المختصة بدرس «أقوال الرئيس» وإذا لم تتأكّد، طالب بلفت انتباهه إلى «العواقب الوخيمة من استخدام مثل هذه الأساليب الدعائية على مصالح البلاد على الأجل الطويل».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)