بول الأشقروالشبه لا يتوقف عند هذا الحدّ. فقد سُجّلت مشاركة مرتفعة في المدن حيث تؤيد النخب المحلية والطبقات الوسطى ووسائل الإعلام التخلص من «المركزية الخانقة»، وحملة مقاطعة وقطع طرق في المناطق الريفية من جانب الفلاحين الفقراء والسكان الأصليين.
ولم تخلُ المناسبة من بعض أعمال العنف، وأخطرها كان تفجير محطة تلفزيون مؤيدة للحكم الذاتي. وبعد الاستحقاق، المشهد نفسه يتكرّر: يحتفل أنصار الحكم الذاتي في الساحة العامة، وينضم إليهم حكام المحافظات الأخرى المؤيدة للحكم الذاتي وكبار المعارضين السياسيين، فيما تتسرع السلطات الرسمية في نفي أية شرعية لهذه الاستفتاءات التي تراها «غير دستورية».
ربما الخصوصية الوحيدة لمقاطعة تاريخا، المحاذية للحدود مع الأرجنتين والباراغواي، أنّ فيها 85 في المئة من مخزون الغاز الطبيعي الذي تبيعه بوليفيا إلى البرازيل والأرجنتين، وهو المورد الأول للدولة.
والآن، يبدأ المشهد الثاني: استفتاء وطني دعا إليه إيفو موراليس في العاشر من آب المقبل لتثبيت ولايته أو إنهائها، وكذلك ولايات حكام المحافظات التسع.
يبدو واضحاً أنّ بوليفيا تمرّ بمرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر ستمتد حتى العاشر من آب المقبل، كما دلت محاولة اغتيال موراليس قبل أربعة أيام لدى وصوله إلى مطار سانتا كروز.
ويمثّل تصريح رئيس جمعية الصناعيّين في بوليفيا المقيم في سانتا كروز، غبريال دبدوب، إشارةً إضافية لخطر المرحلة. فقد لوّح دبدوب بوقف الإنتاج حتى تغيير سياسات الحكومة الاقتصادية. ورأت الأوساط الموالية أنّ توقيت هذه الدعوة التصعيدية يهدف إلى إغراق بوليفيا في موجة من الاضطرابات تحول دون إنجاز استفتاءات شهر آب المصيرية.
وفي محاولة لخفض منسوب التوتر، اقترح نائب رئيس الجمهورية غارسيا لينيرا ومحافظ مقاطعة سانتا كروز روبين كوستا، كل على حدة، العمل لجعل دساتير المناطق الجديدة، متطابقة مع الدستور الجديد للدولة.
ويخشى أن تكون هذه التسوية قد تخطاها الزمن، إذ رفض حكام المناطق الانفصالية أي تفاوض قبل إجراء استفتاءاتهم، وهم يراهنون على أن يتحوّل ما حصل حتى الآن إلى أمر واقع، لا بل أن تمتد الموجة «المعادية للمركزية» في مرحلة ثانية إلى المقاطعات الأخرى.
ويرجح أن يطلب هؤلاء الحكام من أنصارهم اليوم مقاطعة استفتاء العاشر من آب، المرجح أن يفوز به موراليس.
في المقابل، سيتمسك أنصار الرئيس بهذا الاستفتاء، على اعتبار أنّه «الوحيد الكفيل بتحديد الأحجام الحقيقية»، وهم يقولون إنّه فقط بعد ذلك، قد يدخلون بعض التعديلات عن الحكم الذاتي في الدستور الجديد قبل عرضه على الناخبين لإقراره.
قبل ثلاثة أيام، احتفل في حفل كبير ببداية السنة 5516 في التقويم الهندي المحلي، ويخشى أن تكون هذه السنة «سنة كل المخاطر» في تقويم «إعادة تأسيس بوليفيا».