strong>احتلت التهدئة في قطاع غزة حيّزاً أساسيّاً في القمّة المصريّة ــ الإسرائيليّة في شرم الشيخ، التي تطرقت أيضاً إلى ملف مزارع شبعا، وسط أنباء عن تعهّد مصري بعدم فتح معبر رفح قبل إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة، جلعاد شاليط

القاهرة ــ خالد محمود رمضان
أعلن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن الرئيس المصري حسني مبارك تعهد لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس أن فتح معبر رفح مرتبط بالتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين الدولة العبرية و«حماس»، يُطلق بموجبها جلعاد شاليط.
وقال المسؤول، الذي يرافق أولمرت، إن إسرائيل «تلقت تأكيدات مصرية واضحة أن معبر رفح لن يفتح قبل حل مشكلة جلعاد شاليط». وأضاف أن «موضوع شاليط كان محور المحادثات». وتابع أن «أولمرت طلب من مبارك أن يستخدم نفوذه لدى حماس، وأن يرعى مفاوضات مكثفة (غير مباشرة) لإطلاق سراح جلعاد شاليط»، موضحاً أن الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي عقدا لقاءً منفرداً استغرق ساعة تبعه لقاء موسع بحضور أعضاء الوفدين استمر ساعة ونصف الساعة.
ونقل المسؤول الإسرائيلي عن أولمرت قوله إن اللقاء بينه وبين مبارك «كان إيجابياً»، وأنه «يأمل حقيقة أن يساعد في الوصول إلى تسوية لموضوع جلعاد شاليط».
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد، للصحافيين، إن المحادثات «اتسمت بالشفافية والصراحة والوضوح». وأضاف أنها «تركزت على التطورات على الساحة الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية ومجمل الوضع الإقليمى الراهن والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك». وأوضح أن مبارك وأولمرت تطرقا إلى «الموقف الإسرائيلي من مسألة تبادل السجناء والأسرى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي»، مؤكداً أن «مصر ماضية فى جهودها لتحقيق صفقة مبادلة السجناء والأسرى بين الجانبين».
ولكن المتحدث الرئاسي المصري دعا الطرفين إلى إبداء «المرونة» من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى. وأضاف أن الاتصالات جارية لفتح معبر رفح، غير أنه شدد على أنه سيجري تشغيله «وفق البروتوكول، الذى تم التوصل إليه في تشرين الثاني 2005»، الذي يقضي بأن يتولى الاتحاد الأوروبي الإشراف على حركة العبور في منفذ رفح بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، على أن توضع به كاميرات تسمح لإسرائيل بمراقبة ما يجري فيه.
وأشار عواد إلى أن المحادثات تناولت كذلك تطورات مفاوضات السلام بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطيني، مشيراً إلى أن «مبارك أعرب عن تطلعه لاستمرار مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين وحسن النية، من دون الإبطاء وبما يحقق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن تتطرق المفاوضات إلى قضايا الوضع النهائي من دون استثناء».
ووصف عواد زيارة أولمرت لمصر بأنها تأتي في توقيت مهم ومرحلة هامة عقب التوصل إلى اتفاق التهدئة في قطاع غزة وعقب زيارته الأخيرة لواشنطن وعقب زيارة الرئيس محمود عباس إلى مصر، مشدداً على أن مبارك يتطلع إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال هذا العام.
وشكر أولمرت مبارك على وساطته في التوصل إلى التهدئة في قطاع غزّة. وقال: «مصر أدت دوراً مهماً في تهيئة الظروف التي مكّنت من إنهاء الإرهاب من غزة إلى إسرائيل». وأضاف: «مصر وإسرائيل شريكان استراتيجيان».
إلى ذلك، كشف عواد عن أن هناك أفكاراً مصرية لتسليم مزارع شبعا للأمم المتحدة، على أن يتقرر في ما بعد كيفية تسليمها إلى لبنان أو سوريا. وشدّد على أهمية تحقيق التنفيذ الأمين لاتفاق الدوحة بين القوى اللبنانية، «وخصوصاً في ما يتعلق بتشكيل الحكومة».