تستمر البيانات الإعلامية عن الاستعدادات الإسرائيلية لضرب المنشآت النووية الإيرانية بالتوارد، فقد رجّح السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، أن تهاجم إسرائيل إيران في الوقت الفاصل بين الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل ودخول خلف الرئيس الحالي، جورج بوش، إلى البيت الأبيض، فيما يستعدّ رئيس هيئة الأركان الأميركي الأدميرال مايكل مولن لزيارة الدولة العبرية هذا الأسبوع لبحث «التهديدات الإيرانية».وقال بولتون، في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف»، إنّ «إسرائيل مصرّة على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لذلك فإن الخيار الأمثل للضربات الجوّية سيكون خلال الفترة المقبلة بين الرابع من تشرين الثاني المقبل والعشرين من كانون الثاني، وهي الفترة الفاصلة بين انطلاق انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة وتنصيب الرئيس الجديد». وأوضح أنّ «إسرائيل ستحطّم سيطرة إيران على دائرة الوقود النووي من خلال تدمير منشأة تخصيب اليورانيوم في ناتنز أو منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان». وقال إنّ هذه الضربات الجوّية الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية «ستُسرّ العالم العربي، وستسبّب استنكاراً عاماً، لكن لن يكون هناك أيّ ردّ».
وأسف بولتون لعدم قدرة الإدارة الأميركية الحالية على أخذ المبادرة بنفسها وشنّ الهجوم، مشيراً إلى أنّ «هذا الاحتمال سقط من بين أوراقها في المرحلة الراهنة». وأوضح أنّ «الإيرانيين يقومون بتسريع خطى تطوير قدراتهم من الأسلحة النووية وتعزيز دفاعاتهم الجوّية من طريق شراء أنظمة روسية جديدة مضادّة للطائرات وتوسيع منشآتهم النووية».
واستبعد بولتون لجوء إسرائيل إلى العمل العسكري ضدّ إيران إذا فاز المرشح الديموقراطي، باراك أوباما، بانتخابات الرئاسة الأميركية بسبب رفضه استخدام الخيار العسكري ضدّ طهران، مرجحاً أن تبقى إسرائيل متمسّكة بالخيار العسكري وتؤخّر تنفيذه إذا فاز الجمهوري جون ماكاين.
في السياق، كشف عسكريون في تلّ أبيب عن أن مولن سيزور إسرائيل نهاية هذا الأسبوع لبحث «التهديدات الإيرانية». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع قولهم إنّ مولن سيصل في زيارة مفاجئة وقصيرة، رجّحوا أن تعزّز التوقعات بشأن عمل إسرائيلي عسكري محتمل ضدّ إيران.
وأشار المسؤولون أنفسهم إلى أنّه في حال اندلاع أي حرب مع إيران، فمن المحتمل أن تنشر الولايات المتحدة أنظمة «آيغيس» قبالة السواحل الإسرائيلية، من أجل تأمين خط دفاعي ثانٍ ضدّ الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وسيلتقي مولن نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي الذي سيتوجّه بدوره إلى واشنطن بعد أسابيع قليلة من مغادرة مولن، في أوّل زيارة له إلى واشنطن بصفته رئيساً للأركان.
إلى ذلك، رفضت طهران فكرة افتتاح شعبة للمصالح الأميركية لديها، وقال مصدر في وزارة الداخلية إنّ هذه المعلومات مجرّد دعاية إعلامية، موضحاً أنّ «المسؤولين الحكوميين يدرسون عادةً الطلبات التي يتسلّمونها عبر القنوات الرسمية».
وكان الصحافي في صحيفة «واشنطن بوست» فريد هايت، قد كتب مقالاً أوّل من أمس أشار فيه إلى أنّ الإدارة الأميركية تنوي افتتاح مكتب لرعاية المصالح الأميركية في طهران شبيه بالذي أنشأته في هافانا عام 1977، هدفه التواصل مع الشعب الإيراني، على أن يُبتّ القرار في غضون أسابيع.
وفي تطورات الملف النووي، أعلنت طهران أنّ العقوبات الأوروبية لن تؤثر بها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، في بيان، إنّ «سياسة العصا والجزرة» التي تعتمدها الدول الأوروبية لن تُثني إيران عن مثابرتها لإدراك حقوقها النووية. وأضاف أن العقوبات ستعزّز تصميم إيران على «ممارسة حقّها الواضح ولن يسهم في خلق مناخ ملائم لحل المسألة عبر القنوات الدبلوماسية».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، الأخبار)