بالتزامن مع صدور تقريرين أميركيّين رسميّين أمس، أحدهما أشاد بالتحسّن الأمني في العراق، تعرضّ الاحتلال الأميركي لضربة جديدة رفعت حصيلة قتلاه وجرحاه في الساعات الـ 48 الأخيرة إلى نحو 12 شخصاً. وقال مسؤول في السفارة الأميركية في بغداد إنّ «انفجاراً وقع داخل مبنى المجلس البلدي في مدينة الصدر، أسفر عن مقتل جنديّين أميركيّين، واثنين من المسؤولين الأميركيين العاملين في السفارة الأميركية في بغداد». وأدّى الانفجار إلى مقتل إيطالي يعمل في وزارة الدفاع الأميركية وجرح جنديّين آخرين من الوفد الأميركي الذي يزور البلدية، ومقتل نحو ستة عراقيّين وجرح عشرة آخرين. وكان جيش الاحتلال قد اعترف أول من أمس بمقتل اثنين من جنوده وإصابة أربعة آخرين في هجوم بالأسلحة الخفيفة شنّه عضو المجلس البلدي في مدينة المدائن جنوبي بغداد، رعد حمود عجيل الذي قُتل خلال العملية.
في هذا الوقت، رأى الرجل الثاني في قيادة جيش الاحتلال في بلاد الرافدين، الجنرال لويد أوستن، أنّ القوات العراقية غير جاهزة لتحمل المسؤولية الكاملة عن الأمن والعمليات القتالية في أي جزء من البلاد. وقال أوستن، للصحافيّين في وزارة الدفاع الأميركية، «ليس هناك مناطق نريد فصلها في الوقت الراهن لتركها بالكامل لقوات الأمن العراقية».
ومن بين 18 محافظة في البلاد، هناك تسع حالياً تحت السيطرة العراقية لكن بإشراف أميركي.
غير أن «البنتاغون» أكدت، في تقريرها الفصلي، أن القوات العراقية يمكنها أن تكون «معتمدة على الذات في أغلب الأحيان بحلول نهاية عام 2008»، مشيرة إلى أن التحسن الأمني سيمكّن واشنطن من تسليم السيطرة على محافظتين أخريين للسلطات العراقية في حزيران وتموز.
أما تقرير مكتب محاسبة الحكومة التابع للكونغرس، فكان أقلّ تفاؤلاً، حيث رأى أن «المناخ الأمني يبقى متقلباً وخطراً»، وأنّه «لا يزال هناك كمّ من التحديات والأهداف التي لم تتحقق» بعد على المستويين الأمني والسياسي. وأشار التقرير إلى أن خطة «الإغراق» التي اعتمدتها الإدارة من أجل تحقيق الاستقرار، «تفتقر إلى الإطار الاستراتيجي» الذي يتناسب والأهداف التي وضعتها واشنطن، و«لا تعكس الحقائق على الأرض وتحتوي أخطاءً جدية في خطوط إرشاداتها العملية».
ولفت التقرير إلى ضعف القوات العراقية، حيث أنه رغم ارتفاع عديدها من 323 ألف عنصر إلى 478 ألفاً خلال عام ونصف عام، فإنّ «عدد الوحدات العراقية القادرة على القيام بعمليات من دون مساعدة أميركية استقرّ على 10 في المئة».
بدورها، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ «البنتاغون» لا توافق على خلاصة تقرير المحاسبة، الذي دعا إلى اعتماد استراتيجية جديدة في بلاد الرافدين، وتصرّ على أن الإغراق ما زال الاستراتيجية المناسبة.
على صعيد آخر، أعلن النائب عن «القائمة العراقية الموحّدة»، أسامة النجيفي، أن مجلس النواب ألّف لجنة لحلّ أزمة انتخابات كركوك، ستقدّم توصياتها الأسبوع المقبل.
وذكّر النجيفي بوجود «خلاف حاد بين نواب عرب وتركمان ومعهم 110 نواب من مختلف الكتل السياسية من جهة، والنواب الأكراد بشأن الحل المقترح بتقسيم محافظة كركوك إلى أربع مناطق انتخابية للمكوّنات الرئيسة في المحافظة».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)