«حماس» ترفض ربط فتح «رفح» بإطلاق شاليط رائد لافيتذرّعت إسرائيل أمس بإطلاق صاروخين من قطاع غزة لإغلاق جميع المعابر التي كانت فتحتها مع القطاع بعد إقرار التهدئة، ما ينذر بإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، الأمر الذي استدعى مطالبة «حماس» مصر بالتدخل.
وأعلن المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، أنه «لا صحة للتصريحات الإسرائيلية عن موافقة مصر على ربط فتح معبر رفح الحدودي بالإفراج عن (الأسير في غزة جلعاد) شاليط». وأضاف أن «موضوع شاليط يعالج في سياق صفقة تبادل أسرى شروطها معروفة مسبقاً»، مهدداً بأنه «لن يرى النور حتى يرى أسرانا في سجون الاحتلال النور».
وشدّد أبو زهري على أن «موضوع معبر رفح سيعالج في سياق اتفاق التهدئة بين حماس والقيادة المصرية، ومن خلال اللجنة الثلاثية التي اتفق على تأليفها في هذا الشأن»، مشيراً إلى أن «إغلاق معابر غزة يمثل انتهاكاً إسرائيلياً لاتفاق التهدئة».
وقال المسؤول في مكتب الاتصال العسكري الإسرائيلي، بيتر ليرنر، إن «المعابر ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر»، مشيراً إلى أن «أي إعادة لفتح المعابر ستحصل وفقاً لاعتبارات الأمن».
وشهدت التهدئة خلال الساعات القليلة الماضية «انتهاكات» متبادلة لم تؤد إلى انهيارها، لكنها تنذر بعدم استمرارها، إذ قررت دولة الاحتلال الإسرائيلي إغلاق كل المعابر في القطاع في إطار ما وصفه وزير الدفاع إيهود باراك بأنه رد على «الاعتداء الصاروخي الفلسطيني على أراضي النقب الغربي»، في إشارة إلى قصف سديروت أول من أمس، الذي تبنته «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.
ودعت حكومة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو، مصر إلى التدخل العاجل لوقف سياسة الانتهاكات الإسرائيلية للتهدئة، وقالت إنها «لن تقبل بإبقاء الشعب الفلسطيني رهينة للصلف الإسرائيلي». وأدان النون إغلاق المعابر ووقف تزويد القطاع باحتياجاته الأساسية وإطلاق النار على المزارعين أثناء قيامهم بأعمالهم الاعتيادية في أراضيهم الزراعية في مدينة خان يونس، ما أدى إلى إصابة المزارع المسن سالم أبو ريدة (75 عاماً).
وفي رد غير مباشر على سفير السلطة في القاهرة، نبيل عمرو، الذي اتهم «حماس» بأنها تحوّلت إلى «متعهد أمني لدى الاحتلال» لموافقتها على تهدئة تستثني الضفة، كشف المتحدث باسم الحركة خليل الحية عن أن «التوصل إلى تهدئة متبادلة في الضفة لم يكن ممكناً بسبب رفض الرئيس محمود عباس والرفض الإسرائيلي، لتعاملهما مع الضفة كاستحقاق أمني لتنفيذ خريطة الطريق». وأضاف أن «حماس حاولت قدر الإمكان إقناع الجميع بمخاطر استثناء الضفة فرفضوا ذلك»، مشيراً إلى أن «حماس وافقت مضطرة على التهدئة في غزة بعدما رأت شعبنا الفلسطيني يتضور جوعاً تحت الحصار».
وعن صفقة تبادل الأسرى، جددت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، تمسكها بشروطها لإتمام الصفقة وإطلاق سراح شاليط. وقال المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إن «استمرار التعنت الإسرائيلي بعقد صفقة تبادل الأسرى سيؤدي إلى خسارة كبيرة للاحتلال مع بقاء شاليط قيد الأسر». وأضاف، في الذكرى الثالثة لأسر شاليط، أن «الاحتلال حتى الآن لم يقبل بالشروط كاملة، لكن نحن قلنا إنه غير وارد في حسابنا أبداً أن نتنازل عن أي شرط من شروطنا».
إلى ذلك، وفي ظل رفض الإدارة الأميركية الحوار مع «حماس»، أعلن سفير الولايات المتحدة السابق في الأردن، ريتشارد فيتس، أنه يتوجب على الإدارة الأميركية أن «تعدل عن رفضها التعامل مع حماس»، واصفاً هنية بأنه «سياسي حكيم». ورأى أن «تعليقاته حيال إسرائيل عموماً كانت كما أعتقد متوازنة وغير مثيرة للجدل».


«مؤتمر موسكو» بعد أيلول! وذكرت وكالة أنباء «نوفوستي» أن لافروف أشار إلى أن مؤتمر برلين تناول عدداً من المسائل المتفرقة بما فيها المسألة المتعلقة بدعم الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وأضاف «لكن الأمن لن يستتب إلا عندما يتفق طرفا النزاع على تسويته». وقال «هناك مسائل سيقررها طرفا النزاع بنفسيهما مثل مسألة الحدود أو مسألة اللاجئين».
وكانت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط، التي اجتمعت في برلين أول من أمس، قد أعلنت أنها تحضر لتنظيم مؤتمر دولي في موسكو دعماً لعملية السلام الاسرائيلية ـــــ الفلسطينية. وقالت، في بيان لها، إن التحضير للمؤتمر سيتم خلال اجتماعها المقبل في أيلول في نيويورك على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، علماً بأن الحديث الأوّلي عن المؤتمر حدّد موعداً له في حزيران أو تموز. ودعت اللجنة أيضاً إلى الوقف الفوري لأعمال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإلى إزالة كل البؤر الاستيطانية التي أُقيمت منذ آذار 2001.
وكان لقاء ثلاثي قد عُقد مساء أمس في برلين ضمّ وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ورئيسي وفد المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع والإسرائيلي تسيبي ليفني. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إن الاجتماع كان جدياً مع وجود الكثير من «الصعاب التي تعترض المفاوضات». وأضاف إن «المفاوضات تركّزت على ضرورة وقف الاستيطان فوراً وأن تلتزم إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية وخطة خارطة الطريق».
(أ ف ب، يو بي آي)