80 ألف قتيل في سيشوان في مقابل 9 قتلى في إيواتهمياغي ــ بسّام الطيارةووصف قائد الأسطول الصيني الجنوبي، الجنرال سو شيليانج،في مؤتمر صحافي، الزيارة بأنها «تدل على علاقات الصداقة بين الشعبين الصيني والياباني». وعبر عن امتنانه لليابان لتقديمها مساعدات إغاثة إلى منكوبي الزلزال في جزيرة سيشوان، الذي بلغت قوته ٨ درجات وأوقع ما يزيد عن ٨٠ ألف قتيل، مشيراً إلى أن الصين واليابان قوتان آسيويتان، وأن تبادل الزيارات يساعد على ضمان الاستقرار في منطقة آسيا ــــ المحيط الهادئ.
إلا أن وصول المساعدات اليابانية على متن مدمرة عسكرية بعد أيام على حصول هزة أرضية في اليابان، توازي قوتها تقريباً الهزة التي ضربت الصين وكانت حصيلتها تسع ضحايا، يدفع عدداً متزايداً من المراقبين للتخفيف من «مدح نمو الصين الاقتصادي»، وخصوصاً في غياب مردود مباشر للمواطنين الصينيين من هذا النمو.
وقد أدى فارق الوقت القصير بين زلزال الصين (١٢ أيار) وزلزال اليابان (١٦ حزيران)، وخصوصاً الفارق الفادح بين عدد الضحايا والخراب، إلى جعل طرح هذه المقارنة محل اهتمام الصحافة اليابانية والصينية على حد السواء.
فحسب آخر الإحصاءات، فإن عدد الضحايا في الصين زاد عن ٨٠ ألف قتيل وأكثر من ٣٧١ ألف جريح، إضافة إلى ١٨ ألفاً وخمسمئة مفقود، وتضرر ما يزيد عن ٢٧٠٠ سد مائي وتهدم ٥٤ ألف مدرسة ومركز تعليم، ولا يزال مليون ومئة ألف من دون ملجأ.
في المقابل، فإن اليابان، التي تقع عند ملتقى أربع صفائح تكتونية تعرضها لآلاف الهزات الأرضية سنوياً، باتت مثلاً يضرب في الاحتياطات لتداري آثارها. وقد أدى آخر زلزال ضرب مقاطعة إيواته (٣٥٠ كيلومتراً شمال العاصمة طوكيو) في ١٦ حزيران إلى مقتل تسعة أشخاص وجرح نحو ٢٣١ آخرين. ويعد من أقوى الزلازل التي ضربت اليابان في السنوات الأخيرة (7.2 بقوة ريختر) وتسبب بانزلاقات تربة وهدم جسور وانهيار طرق، ما دفع السلطات إلى وضع المروحيات كوسيلة وحيدة للوصل إلى بعض القرى الجبلية النائية التي قطع عنها التيار الكهربائي والهاتف. وبينما لا يزال البحث جارياً عن ٦ أشخاص مفقودين، أُجلي نحو ٣٠٠ شخص إلى مدينة قوريهارا القريبة.
لا تكف شاشات التلفزة اليابانية عن نقل أخبار الزلزالين وصورهما، متنقلة بين المناطق المنكوبة الصينية التي تجهد فرق الإنقاذ فيها لتأمين سكن لمهجرين في مناطق يهددها انهيار السدود المرتقب، وبين «ثلاثمئة منزل مجهز» تم الانتهاء من نصبها في ساحة أقرب القرى إلى منطقة الزلزال في شمال اليابان، إلى جانب مدرج للمروحيات حيث توقفت سيارتا إسعاف على استعداد لنقل أي من الجرحى نحو المستشفيات، فيما توزع فرق الغوث أكواب الشاي وبعض الأطعمة على المهجرين.
ومن المؤكد أن عدداً كبيراً من الصينيين يشاهدون ما يحصل في الجهة المقابلة لدى العدو السابق، ويعرفون أنه رغم التقدم الذي يتباهى به مسؤولوهم، فإن الطريق لا تزال طويلة للوصول إلى مستوى الخدمات المدنية الموجودة في اليابان. وقد جاءت المدمرة الحربية في هذا الوقت لتشدد على هذا الأمر، رغم أن الزيارة هي رد لزيارة مدمرة صينية قبل أشهر لمرافئ اليابان.
إلا أنه من الصعب تجاهل التاريخ من جهة، وتجاوز المقارنة من جهة أخرى، وهو ما عبر عنه عدد من الصينيين خلال مقابلات لقنوات يابانية فقال أحدهم «أنا مستاء من اليابان كقوة عسكرية سبق لها أن نكّلت بالصينيين، وهذه الزيارة تؤلمني»، بينما قال آخر «إذا كان الهدف من الزيارة تحسين التبادل بين البلدين فأنا أرحب بها، رغم امتعاضي حين أرى مظاهر عسكرية يابانية»، مذكراً بما فعله اليابانيون في الصين خلال الحرب (١٩٣١ــــ١٩٤٥).
في المقابل، يرى البعض ضرورة الاستفادة من التجربة اليابانية لنهضة الصين، ولا يتردد أحدهم من الإشارة إلى «فشل السلطات الصينية في حماية شعبها»، في إشارة إلى الفارق بين نتائج الزلزالين.