تتواصل رسائل التحذير المتبادلة بين إيران من جهة والغرب وإسرائيل من جهة أخرى، مكتوبة بلغة واضحة تنصح باعتماد المسار الدبلوماسي، لأن «البدائل ستكون مرعبة»، فيما هدّد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد بفضح تفاصيل «محاولة اغتياله المزعومة».وحذّر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، في تعليق نشر في صحيفة «انترناشيونال هيرالد تريبيون»، من عدم نجاح «المسار الدبلوماسي» في الملف النووي الإيراني، لأنّ «البدائل ستكون مرعبة». وأكّد أنّ أسلوب «المسار المزدوج» الذي يجمع زيادة العقوبات والفوز بتعاون اقتصادي وسياسي ما زال أمامه فرصة للنجاح.
وكتب ميليباند «سنستمر في تقديم خيار واضح: تعالوا والتزموا بقرارات الأمم المتحدة أو استمروا في الانتهاك وعانوا عزلة سياسية واقتصادية متنامية»، معرباً عن تصميم الغرب على «موازنة الإجراءات العقابية الصارمة بحوافز سخية».
وأوضح الوزير البريطاني حيثيات الاتفاق الجديد ومزاياه الذي يتضمّن «اقتراحات بمساعدة إيران في امتلاك ما تحتاج إليه لصناعة طاقة نووية» و«اتصالات سياسية محسنة»، و«خطوات نحو تطبيع التجارة والعلاقات الاقتصادية وعلاقات الطاقة».
أما منسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، فأكّد على أنّ القوى الغربية ستواصل «العمل على مسارين» هما سياسة العقوبات والدبلوماسية تجاه إيران، مشيراً إلى أنّ طهران لم تردّ بعد على عرض القوى العالمية الخاص بالحوافز المعدّلة، لكنّه أمَل تلقي ردٍّ في وقت قريب.
وعلى الجانب الإسرائيلي، حذّر وزير البنى التحتية، وزير الدفاع السابق، بنيامين بن أليعزر، في مقابلة نشرتها صحيفة «كوميرسانت»، من قيام إيران بمهاجمة إسرائيل، قائلاً «فلتحاول طهران مهاجمة إسرائيل، وسيتم القضاء على إيران». ونفى أن تكون تل أبيب تستعدّ لأخذ المبادرة بالهجوم قائلاً «نحن لا نخطط لأي هجوم على إيران». وتابع «لكن لتجنّب الكوارث، على العالم أن يتخذ إجراءات ملموسة قبل أن يفوت الأوان».
وفي طهران، حذّر رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، الدول الغربية إذا ما اتخذت «إجراءات غير قانونية» تجاه إيران بتغيير مسار المفاوضات معها، مشيراً إلى أنّ البرلمان يراقب بدقّة خطواتها. وقال إنّ «قضية حقوق الإنسان والملف النووي تحوّلا إلى ذريعة للمراوغة الدبلوماسية والإعلامية من جانب بعض الدول الغربية»، التي «فضّلت سبيل المواجهة على الحوار»، مستدلاًّ بما حصل حين حمل سولانا رزمة الحوافز المعدّلة إلى طهران.
وأضاف المفاوض النووي السابق «قبل أن تصل الوثائق إلى إيران، أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن قلقه من رفض رزمة المقترحات من جانب إيران، وفرضت أوروبا خلال الأيام الأخيرة قيوداً على مصرف ميللي»، متسائلاً «لماذا اتخذتم طريق المواجهة قبل أن تدرسوا المقترحات، وكيف تتحدثون عن بناء الثقة».
أما نائب وزير الخارجية مهدي سفاري، فقد هدّد بسحب إيران لأرصدتها من دول الاتحاد الأوروبي ردّاً على تشديد العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. ونقلت صحيفة «دي بريسه» النمساوية عن مهدي قوله «سوف نسحب المال ونستثمر في مكان آخر»، مضيفاً «إذا سُحب أكثر من 100 مليار دولار فهذا بالطبع سيؤدي إلى ندرة المال وسيكون له أثره على الاقتصاد العالمي». وأشار إلى أنّ العقوبات الأوروبية ستنعكس عليهم ولن تؤتي ثمارها مع إيران.
من جهة ثانية، أعلن نجاد أنّه قد ينشر تفاصيل «محاولة خطفه واغتياله» التي ادّعى أنّ «الأعداء» دبّروها له حين كان في زيارة إلى بغداد، «لو اقتضت الضرورة»، وذلك عقب ردود الفعل التي تلت إعلانه عن محاولة الاغتيال المزعومة من جانب معارضيه في الداخل. وقال «لقد طرحت هذا الموضوع ولم يبادر الجانب الأميركي إلى تكذيبه والأسباب واضحة جداً». وتابع «لقد بادر آخرون إلى تكذيب هذا الموضوع واستغرب لذلك».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)