لا يخفي تنظيم «جيش الإسلام» في غزة أنه يلتقي فكرياً مع تنظيم «القاعدة»، ولكنه لا تربطه به أي علاقات تنظيمية.ويقول أبو محمد المقدسي، أحد قادة التنظيم، إن «بعض التنظيمات الفلسطينية في ظاهرها تدّعي أنها إسلامية أمام الناس، لكن في بواطنها لا تتبع الإسلام كمنهج حياة ودين». وأضاف إن «قادة جيش الإسلام رأوا أنه من الخطأ الاستمرار في العلاقة مع هؤلاء إذا لم يعودوا ويتراجعوا عن أخطائهم وسلوكهم»، في إشارة على ما يبدو إلى العلاقة القوية التي ظلت تربط «جيش الإسلام» بحركة «حماس» إلى وقت قريب من سيطرة الأخيرة على غزة في منتصف حزيران الماضي، غير أن خلافات متكررة أدت إلى «العداء» بينهما.ونفى المقدسي أن يكون هناك أي تبعية لـ«جيش الإسلام» لـ«القاعدة»، إلا أنه قال: «قد يتطابق التنظيم مع أفكار تنظيم القاعدة وسلوكه»، موضحاً أن «الجميع يأخذ من مشكاة واحدة انطلاقاً من كتاب الله وسنّة نبيه»، وهذا لا يعني التبعية له بالمعنى الشمولي للكلمة.
وقال إن تنظيم «جيش الإسلام» يموّل ذاتياً، بالإضافة إلى بعض التبرعات من الداخل والخارج، نافياً أن يكون هناك أي تمويل من تنظيم «القاعدة» أو غيره.
ويؤمن المقدسي بأن «إيران تخطط لإيجاد موطئ قدم لها في قطاع غزة لترسيخ منهجها الشيعي»، مهدداً بأن «جيش الإسلام سيجتث أي بذرة لهذا المخطط ومنع انتشاره على الأرض الفلسطينية». ونفى المقدسي بشدة أي علاقة لـ«جيش الإسلام» بأعمال التخريب والتدمير والتفجير التي استهدفت أخيراً منازل ومحال تجارية ومقاهي إنترنت ومؤسسات مسيحية، غير أنه اعترف بأن نشطاء من التنظيم فجّروا جمعية الشبان المسيحية بشكل فردي من دون علم التنظيم، وقد حوسبوا.
وقال «كلما قُتل أحد الناس أو فُجّر دكان ألصقوا التهمة برجال التنظيم؛ ليتخذوا ذلك ذريعة لمحاربة أهل الإسلام، واعتقالهم وتعذيبهم وملاحقتهم والتجسس عليهم ثم مساومتهم في مراكز التحقيق والتعذيب ليكونوا جواسيس على إخوانهم».
وأقرّ المقدسي بأن «جيش الإسلام» «استغل في بداية نشأته لمحاربة رؤوس الفساد الموجودة في المجتمع، لكن للأسف فوجئنا بأن ذلك كان استغلالاً من هذه الجهات لتنفيذ مآرب ومصالح شخصية ولم يكن نهجاً إسلامياً».
ويسود اعتقاد على نطاق واسع في غزة بأن «جيش الإسلام»، الذي شارك في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، نفذ عمليات داخلية لمصلحة «حماس»، قبل أن تسوء العلاقة معها.
وأعلن المقدسي أن «جيش الإسلام ألّف لجنة شرعية تابعة له لتقر أي فعل يقوم به الجيش بعد دراسة مستفيضة استناداً إلى الشريعة الإسلامية»، مؤكداً أنه «لن يتوانى عن تطبيق شرع الله إذا تولى أمور البلاد». وكشف عن أن تنظيمه «لم تعد له علاقة» بقضية شاليط، وإن كان يُبلّغ بكل التطورات الخاصة بالمفاوضات «غير المجدية» بشأن صفقة التبادل.
وانتقد المقدسي «تهدئة غزة»، داعياً إلى تنسيق الجهود وتأليف «قيادة إسلامية مشتركة» لمواجهة أي عمل عسكري إسرائيلي محتمل ضد القطاع. واستغرب إصرار بعض الأطراف على إدخال مصطلح «مقاومة» بدلاً من مصطلح «الجهاد» في محاولة تحايل على المسميات الشرعية.