سلّمت بيونغ يانغ أمس بيانات عن «أنشطة البلوتونيوم والانتشار النووي» المرتبطة ببرنامجها النووي إلى بكين، في خطوة أولى نحو إنهاء برنامجها النووي، ما دفع واشنطن إلى المسارعة إلى مكافأتها برفع العقوبات التجارية عنها وإسقاطها عن لائحة الإرهاب، على أن يتم ذلك في غضون 45 يوماً، لكنّها غلّفت المكافأة بلكنة تحذيرية إذا نكست كوريا الشمالية بوعودها.ونقلت وكالة أنباء الصين «شينخوا» عن وزارة الخارجية الصينية إعلانها أنّ سفير كوريا الشمالية لدى بكين، شو جين سو، سلّم أمس إعلان النشاطات النووية إلى كبير المفاوضين الصينيين حول الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية، وو داوي.
وقبل تسليم الإعلان، كان وو قد عقد مؤتمراً صحافياً تلا فيه بياناً صادراً عن السلطات الصينية التي تترأس المحادثات السداسية، وقال فيه إنّ واشنطن ستطبّق تعهداتها تجاه كوريا الشمالية. وأكّد أنّ الأطراف المشاركين في المحادثات سيخضعون الإعلان للتدقيق، وهناك اتفاق بين الأطراف على كيفية وضع مبادئ نظام التدقيق.
وأضاف وو: «نعتقد أنّ التطورات المشار إليها ستكون مساعدة على تنفيذ المرحلة الثانية من الأعمال بطريقة متوازنة وشاملة، والتحقيق النهائي لكلّ الأهداف الواردة في البيان المشترك الصادر في أيلول 2005».
كما نقلت «شينخوا» عن مسوؤل كوري شمالي قوله إنّ «السلطات الكورية الشمالية ستدمّر غداً (اليوم) برج التبريد في منشأة يونغ بيون النووية». وتوجّه مسوؤل أميركي أمس من سيول إلى بيونغ يانغ كي يشاهد عملية تدمير البرج في المنشأة النووية الرئيسية بكوريا الشمالية.
وفي أول تعليق من واشنطن، أوضح الرئيس الأميركي جورج بوش «أنّ بلاده ستلغي العقوبات التجارية المفروضة على كوريا الشمالية، بموجب المادة المتعلّقة بالتجارة مع العدو، وسيُعلم الكونغرس في غضون 45 يوماً أنّها ستُرفَع من على لائحة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب».
وأوضح بوش أنّ إدارته ستراقب نشاط بيونغ يانغ كي تحرص على أنّها تنفّذ وعودها. ووصف ما أقدمت عليها بيونغ يانغ بأنّه «خطوة في الاتجاه الصحيح»، على الرغم من توضيحه أنّ «الولايات المتحدّة تبقى في ريبة من النظام الشيوعي في بيونغ يانغ»، قائلاً إن «واشنطن ليس لديها أي أوهام عن النظام».
وتوجّه بوش إلى بيونغ يانغ قائلاً إن «الرسالة التي نبعثها إليكم تقول: سنثق بكم فقط إلى الحد الذي تنفّذون فيه وعودكم». وتابع: «اذا ما استمرت كوريا الشمالية في انتقاء الخيارات الصائبة، فستصلّح علاقتها مع المجتمع الدولي». لكنه أضاف: «أما إذا قامت بانتقاء الخيارات الخاطئة، فستتصرّف الولايات المتحدة وشركاؤها في المحادثات السداسية على هذا الأساس».
إلّا أنّ إسقاط العقوبات الأميركية لن يسقط العقوبات الأممية. هذا ما أعلنه الرئيس الأميركي الذي أشار إلى أنّ العقوبات الأميركية سيكون لها تأثير بسيط على العزلة المالية والدبلوماسية التي تعانيها كوريا الشمالية. وقال: «تبقى هذه العقوبات واحدة من الأكثر شدّة المفروضة من دول العالم»، موضحاً أنّ «كل العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة ستبقى». ودعا كوريا الشمالية إلى إنهاء عزلتها من خلال تفكيك كل مفاعلاتها النووية والإجابة عن كل الأسئلة العالقة عن نشاطات تخصيب اليورانيوم وجميع النشاطات النووية ذات الصلة.
وفي وقت لاحق، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً كشفت فيه أنّ البيانات التي سلّمتها كوريا الشمالية للصين لم تكشف فقط عن إنتاجها للبلوتونيوم، بل كذلك عن أنشطة لتخصيب اليورانيوم والانتشار النووي. وأفادت بأن «حزمة البيانات تشمل معلومات عن برنامج إنتاج البلوتونيوم الذي أتاح إنتاج مواد انشطارية لصنع أسلحة ذرّية». وأضاف أنّ التقرير «يشير كذلك إلى أنشطة لتخصيب اليورانيوم للانتشار النووي» قامت بها كوريا الشمالية.
وأوضح البيان أنّ «سحب كوريا الشمالية فعلياً من قائمة الدول الإرهابية سيحصل بعد 45 يوماً من إبلاغ الرئيس للكونغرس»، وعليه يمكن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن «تسحب كوريا من قائمة الدول الإرهابية في 11 آب». وتابع: «الإدارة لا تتوقع تنفيذ هذا القرار إلا بعد موافقة الدول الست على مبادئ وبروتوكول التحقق وبعد بدء أعمال التحقق».
كما رحّبت موسكو بخطوة كوريا الشمالية وبوعد الولايات المتحدة برفع العقوبات. وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي ألكيسي بورودافكين عن استعداد «روسيا لدراسة البيان فور تسلمه من الصين»، وذلك «قبل انعقاد الاجتماع المقبل للدول الأعضاء في المحادثات السياسية في أوائل تموز المقبل في بكين.
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب)