اعترفت طهران أمس، على لسان رئيس برلمانها، علي لاريجاني، بامتلاكها «نفوذاً معنوياً في دول المنطقة، ولا سيما في لبنان والعراق وأفغانستان وفلسطين»، مشيرةً إلى أن ذلك يخدم مصالحها.وأشار لاريجاني، في كلمة أمام المؤتمر العام للرابطة الإسلامية للمهندسين في طهران، إلى نفوذ إيران المعنوي في الدول الإسلامية في المنطقة، ومن ضمنها العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، قائلاً «إن القوة المعنوية لإيران في الدول الإسلامية تخدم المصالح الوطنية للبلاد».
وشدد لاريجاني على أنه «بات يُنظر إلى إيران على أساس أنها قوة كبيرة قلبت الموازين في المنطقة»، مشيراً إلى أن نظرية «إنكار قوة إيران الإقليمية في المنطقة» قد وضعت جانباً.
وانتقد لاريجاني بعض التصريحات التي تتساءل عن علاقة إيران بالقضية الفلسطينية، موضحاً أن «دعمنا للشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة هو في الحقيقة دعم للمصالح الوطنية الإيرانية».
وفي معرض ردّه على سؤال عن فتح مكتب لرعاية المصالح الأميركية في إيران بالتزامن مع التهديدات الأميركية والعقوبات الغربية، أوضح لاريجاني قائلاً: «لا أرغب في التحدث عن الشائعات، ولكن يبدو أن هذا الأمر هو من الشائعات الخادعة». وأضاف: «إن الأميركيين ليسوا ثابتين في أقوالهم»، موضحاً: «قبل عامين، أعلنت الحكومة الإيرانية استعدادها كي تتوجّه الطائرات التي تحمل الركّاب الإيرانيين مباشرة إلى أميركا وليس بصورة غير مباشرة في حال موافقة الحكومة الأميركية على ذلك، لذا فإنهم لو كانوا صادقين لردّوا على ذلك في هذا الإطار».
وفي شأن الملف النووي، قال لاريجاني إن «سياسة العصا والجزرة» تجاه بلاده أثبتت عدم فاعليتها، لكنه طمأن الأوروبيين إلى أنهم سيتلقون إجابة «معقولة» إزاء «التعاطي المعقول» مع ملف إيران النووي.
على صعيد آخر، ذكر خبراء ومسؤولون أميركيون أن «شن الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً على المنشآت النووية لإيران قد يعود ببرنامج طهران سنوات إلى الوراء، لكنه سيزيد خطر الثأر من القوات الأميركية في المنطقة ودفع إيران للعمل بمزيد من الجدّ لإنتاج أسلحة نووية».
وقال الخبير النووي في «مجلس العلاقات الخارجية»، تشارلز فيرجسون: «يمكن أن نعيده (البرنامج النووي الإيراني) إلى الوراء، ربما بمقدار أشهر على الأقل، وقد تكون بضع سنوات، لكننا في ذلك الحين نجازف بإثارتهم للعمل بمزيد من الجدّ في المرة التالية، حيث يدفنون المنشآت على أعماق أكبر وينصبون المزيد من بطاريات الدفاع
الجوي».
وذكر مسؤولون دفاعيون أميركيون، لم يذكروا أسماءهم، أن منشآت الأبحاث النووية في العاصمة الإيرانية قد تُستهدف أيضاً، لكن مثل هذه الهجمات تزيد المجازفة بوقوع خسائر بشرية بين المدنيين، إضافة إلى خطر إثارة جدل دولي.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، قد نفت أول من أمس، تلميحات أن إسرائيل تحاول إقناع الإدارة الأميركية بالقيام بعمل عسكري قبل رحيل بوش، واصفة إياها بأنها «شائعة».
من جهة ثانية، يعتزم الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، تعديل نظام الدعم، بحيث يساعد الفقراء مباشرة، رغم المخاطر التضخّميّة، وذلك في إصلاح قال معارضوه إنه استجابة متأخرة للانتقادات لسياساته.
وقال سعيد ليلاز، وهو مستشار اقتصادي ومنتقد دائم لسياسات نجاد: إن «السيد أحمدي نجاد غير قادر على مواصلة الوضع الحالي. ينبغي له فعل شيء قبل بدء العام الرابع من فترته الرئاسية. وهو حقاً لم يفعل شيئاً للاقتصاد».
في الشأن الأمني، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الايرانية إن قوات الأمن الإيرانية ألقت القبض على عشرة أشخاص يحملون أسلحة تشمل قاذفات صواريخ تلقَّوا تدريباً في الخارج على تنفيذ هجمات في إيران.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)