رام الله ــ أحمد شاكرلم تقتنع إدارة سجن الجلمة الإسرائيلي بإنهاء عزل الأسيرة رجاء الغول (أم قيس) إلا بعدما أضربت عن الطعام وساءت حالتها الصحية بعد عزل لمدة شهر. وهذه ليست المرة الأولى التي تُعزل فيها أم قيس، إذ إنها تعرضت لهذا العذاب لنحو خمسة أشهر على فترات.
وتمثّل سياسة عزل الأسرى في السجون الإسرائيلية ونقلهم بظروف قاسية وصعبة إلى زنازين انفرادية لا تصلح للعيش الآدمي، أقسى وسائل القمع بحق الأسرى.
وقالت الأسيرة المحررة رجاء الغول، لـ«الأخبار»، إن «إدارة السجون الإسرائيلية تضيّق الخناق على الأسرى الفلسطينيين والعرب وتمنعهم من زيارة الأهالي والمحامين». وتصف ذلك بأنه «أبشع أنواع العذاب التي يلاقيها الأسرى على يد السجانين الإسرائيليين».
وأشارت الغول إلى أن «إدارة السجون تعزل الأسرى لأتفه الأسباب ومن دون مسوّغ قانوني». ووصفت غرف العزل بأنها مكان صغير جداً لا يسع إلا لشخص واحد، ولا تدخله الشمس على الإطلاق، وأنه مكان مقزّز للغاية ويتحول أحياناً إلى بارد جداً أو حار جداً، وتتعمد سلطات السجون وضع ضوء أحمر فيه ليسبب مشكلات في النظر للأسرى».
وترى مراكز حقوقية فلسطينية ودولية سياسة العزل والقمع ونقل الأسرى إلى زنازين انفرادية غير قابلة للعيش الآدمي، انتهاكاً صارخاً لحق الأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيلية بأن توفر لهم متطلبات الحياة الآدمية، التي تحفظ كرامتهم.
من ناحيته، حذر مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية، عبد الناصر فروانة، من «خطورة سياسة العزل الانفرادي التي تنتهجها إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى والأسيرات، والتي تهدف إلى تعذيبهم وكسر إرادتهم وتحطيم نفسياتهم»، مشيراً إلى أنها «أقسى أنواع التعذيب».
وأوضح فروانة أن «زنازين العزل هي أقل ما توصف بمقابر الأحياء، حيث يعزل من خلالها الأسير عن رفاقه، بعد عزله عن العالم الخارجي، ويعيش وحيداً في زنزانة صغيرة جداً رديئة قذرة معتمة صامتة كصمت القبور بكل معنى الكلمة». وتابع «يجرى فيها قتل الأسرى جسدياً ونفسياً، وفترة العزل تمتد لتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من خمسة عشر عاماً كحالة الأسير أحمد شكري المعتقل منذ أكثر من ثمانية عشر عاماً قضى غالبيتها العظمى ولا يزال متنقلاً ما بين أقسام العزل وزنازينه».