وصف رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أمس، سياسة الغرب المتمثّلة بممارسة مزيد من الضغوط على بلاده بالـ«خاطئة»، معتبراً أنها تعود بالضرر على منتهجي هذه السياسة.وقال رفسنجاني «إن هذا الأسلوب خطأ، لأنكم من خلال هذه الأساليب تسبّبون المشكلات لإيران والمنطقة، وهي لا تعود عليكم بالفائدة. لقد أعلنت إيران مراراً أنها لا تريد حيازة سلاح نووي، بل تريد الطاقة النووية لأغراض صناعية وسلمية».
وأشار رفسنجاني، في خطبة صلاة الجمعة في طهران، إلى العقوبات الأخيرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على طهران قائلاً «لاحظنا أخيراً أن هذه الدول أثارت مرة أخرى القضية النووية، وأصدر الاتحاد الأوروبي بوقاحة قراراً جمَّد فيه نشاطات المصرف الوطني الإيراني (مللي)».
وتطرّق رفسنجاني أيضاً إلى محاولات مجلس الشيوخ الأميركي إصدار قرار جديد ضد إيران قائلاً «إنهم يحاولون ممارسة مزيد من الضغوط علينا، كما إن اجتماع الدول الصناعية الثماني أصدر أمس (الجمعة) قراراً متناقضاً بشأن إيران، وإن محصلة هذه المسائل تعني أن جميع مراكز القوى الغربية مستمرة في هذه الممارسات مع إيران».
وخاطب رفسنجاني القوى الغربية قائلاً «لقد نصحنا مراراً بأن لغتكم مع إيران لا تعود بالفائدة عليكم ولا تحلّ القضية، فأنتم أصغر من أن تقرّروا بأنه يجب تشجيع أو معاقبة إيران، فقط بالإمكان التعامل مع دولة مثل إيران من خلال اللغة السليمة والتفاوض ومناقشة المسائل بشكل منهجي».
من جهة أخرى، أعرب رفسنجاني عن أسفه للأوضاع الراهنة في العراق ولبنان وفلسطين، منتقداً تصرّفات القوات والدول الأجنبية في هذه البلدان، ومؤكداً على ضرورة تسوية الخلافات الداخلية بين المسلمين.
وفي السياق، قال مساعد رئيس السلطة القضائية في الشؤون الإدارية والمالية الإيرانيّة، عباس علي زاده، إن إيران ستتقدّم بشكوى ضد دول الاتحاد الأوروبي لدى الأوساط الدولية لأن العقوبات التي فرضتها على إيران تفتقد لأي وجهة قانونية. وأضاف علي زاده أن السلطة القضائية وضعت على جدول أعمالها المتابعة الحقوقية والقضائية ضد الاتحاد الأوروبي «لأن قرار الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على إيران سياسي الطابع تماماً ويفتقد للمسوّغ الشرعي لتنفيذه».
وقال علي زاده إنه سيتم تغيير القوانين الحقوقية لإيران، والتي كانت مقتبسة عن أوروبا وخاصة فرنسا، وإنه سيعاد صياغتها وفق الشريعة الإسلامية، مشيراً إلى وجود «مؤامرات» لاغتيال مسؤولين إيرانيين.
كما دعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، النائب علاء الدين بروجردي، الدول الأوروبية إلى نبذ لغة التهديد، معتبراً أنها تعرقل المفاوضات الإيرانية‌ ـــــ الأوروبية.
وقال بروجردي، لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية، «إذا أراد (الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير) سولانا والاتحاد الأوروبي والدول الست أن يخرجوا من الأزمة الحالية‌، فإن عليهم أن يسلكوا نهجاً جديداً في تعاملهم مع إيران لأن لغة التهديد والمقاطعة لن تنفعهم شيئاً». ورأى أن على الاتحاد الأوروبي أن يترك لغة التهديد «لأنه سيواجه رداً مناسباً من إيران، كما لن يساعد هذا الأسلوب على حلّ الأزمة الموجودة بين الجانبين».
من جهة ثانيّة، طالبت وزارة الخارجية الإيرانية المجتمع الدولي بالقيام بإجراءات عملية للقضاء على الأسلحة الكيميائية في ترسانات الدول الكبرى، والتعويض على الشعب الإيراني الذي اعتبرته الضحية الأكبر لهذه الأسلحة خلال الحرب الإيرانية ـــــ العراقية.
وأوردت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية أن الوزارة أصدرت بياناً لمناسبة اليوم الوطني لمكافحة الأسلحة الكيميائية والجرثومية دعت فيه «الأوساط الدولية والمجتمع الدولي إلى بذل جهودها الحثيثة للقضاء على جميع الأسلحة الكيميائية ومحاكمة ومعاقبة مرتكبي الجرائم الكيميائية».
(يو بي آي)