دمّرت كوريا الشمالية أمس أكبر الرموز المرئية في برنامجها النووي، برج التبريد في مفاعل «يونغبيون»، ما يُمثّل خطوة أولى ضمن مسيرة تطبيق التزاماتها في عملية نزع أسلحتها النووية المتفق عليها في إطار المحادثات السداسية التي طال أمدها.وبثت محطة «سي أن أن» الأميركية مشاهد عن انهيار البرج البالغ ارتفاعه 30 متراً وسط سحابة غبار كثيفة. ويضم «يونغبيون» الواقع على بعد مئة كيلومتر شمالي العاصمة بيونغ يانغ، مفاعل أبحاث بقدرة 5 ميغاواط ومركزاً لمعالجة البلوتونيوم.
وأعلن تلفزيون «أم بي سي» الكوري الجنوبي عملية الهدم، لكنّه لم يبث أي مشاهد عن انهيار البرج. كما أكّدت وكالة أنباء الصين «شينخوا»، نقلاً عن صحافيين، تدمير البرج، ولفتت إلى أنّ التدمير تم بحضور ممثل عن وزارة الخارجية الأميركية وتقنيين أميركيين.
وقال الخبير في الشؤون الكورية في وزارة الخارجية الأميركية، سونغ كيم، الذي حضر عملية الهدم: «هذه خطوة مهمة في إطار العملية التعجيزية، وأعتقد أنّها تضعنا في موقع جيّد كي نتحرّك في الاتجاه الصحيح».
وقال المتحدّث باسمه غوردن جوندرو: «لا يزال هناك الكثير من العمل، لكن احترام الكوريين الشماليين لالتزاماتهم هو على الدوام أمر جيّد». كذلك رحّبت سيول حكومةً وأحزاباً سياسية بتدمير بيونغ يانغ لبرج التبريد، وقال المتحدّث باسم الرئيس الكوري الجنوبي، لي دونغ ـــــ كوان، إن «تدمير كوريا الشمالية لبرج التبريد بمفاعلها النووي حدث سياسي رمزي يدلّ على تصميمها على تعطيل برنامج أسلحتها النووية».
في المقابل، قالت المتحدثة باسم الحزب الوطني الحاكم في كوريا الجنوبية تشو يون ـــــ سان إن هذا اليوم «يوم تاريخي، اتخذت فيه كوريا الشمالية أولى خطواتها العملية للتخلّص من السلاح النووي»، مضيفة: «إننا نأمل أن تستكمل كوريا الشمالية تفكيك كامل برامجها النووية سريعاً».
ويأتي تدمير برج التبريد، الذي يرتدي أهمية رمزية نظراً لأن المفاعل أُوقف عملياً بدءاً من تموز 2007، بعدما سلّمت كوريا الشمالية أول من أمس الصين إعلاناً عن أنشطتها النووية متأخرة سبعة أشهر.
ونقلت الصين الإعلان إلى الدول المشاركة في المفاوضات عن نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية. وأعلن كبير المفاوضين الأميركيين كريستوفر هيل أنّ الوثيقة تُعدّد «كل المواد النووية والمواد الانشطارية ومواد صنع القنابل». وأضاف: «علينا أن نعمل حتى نصل إلى ما نسمّيه تخلّياً (عن الأسلحة). علينا أن نتفق على هذا الأمر ونعمل حتى تحترم كوريا الشمالية التزاماتها بالتخلي عن كل برامجها وأسلحتها النووية».
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد رحّب بما قامت به كوريا الشمالية بتسليم بيانات عن برنامجها النووي، وأعلن بدء عملية رفع العقوبات وشطب بيونغ يانغ عن لائحة الإرهاب. إعلان لقي ترحيباً من بيونغ يانغ، التي قالت وزارة خارجيتها: «نجد ذلك إجراءً إيجابياً ونرحب به».
من جهته، أعرب وزير الخارجية اليابانية ماساهيكو كومورا عن أهمية «التحقق الدقيق من الإعلان الذي سيقود إلى الهدف النهائي، وهو تخلّي كوريا الشمالية عن برامجها وأسلحتها النووية».
وفي ملف اليابانيين المخطوفين من عملاء كوريين شماليين، أشار كومورا إلى أنّه حصل على دعم وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الكبرى (المجتمعين في كيوتو)، وشدّد على أن هذه المسألة يجب أن تحظى باهتمام المجتمع الدولي على أنّها قضية إنسانية.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)