كيوتو ــ بسّام الطيارةتحت عناوين من نوع «الصدمة»، طالعت الصحف اليابانية المواطنين بخبر إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش «رفع بعض العقوبات» عن نظام بيونغ يانغ. ورأى مراقبون أن كوريا لم تكتفِ باحتلال موقع الصدارة في «الواجهة الإعلامية» لاجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني، بل رمت بلبلة بين الولايات المتحدة وحليفتها اليابان بسبب «تسرع بوش»، كما تحدّث أكثر من مصدر.
ورغم أن الخطوة الأميركية رمزية إلى حد بعيد، إذ إن البلدين لا يقيمان علاقات دبلوماسية، ولا تزال كوريا الشمالية مشمولة بسائر القيود الأخرى المتعلقة بالقوانين الأميركية، إلا أن سحب اسم كوريا الشمالية من لائحة الإرهاب يمكن أن يكون له تأثير مباشر، إذ إنه كان يمنعها من الحصول على مساعدات اقتصادية أميركية وعلى قروض من البنك الدولي ومنظمات أخرى متعددة الجنسيات.
إلا أن هذا لم يمنع المواطنين اليابانيّين من الحديث عن «خيانة أميركيّة» بسبب عدم حل «مسألة الرهائن المحتجزين». وبثّت مختلف قنوات التلفزة اليابانية على مدار الساعة صور استقبال بوش لوالدة ميغومي يوكتا، إحدى الرهائن في كوريا الشمالية، وظهر متأثراً بمصير الفتاة التي خطفت عام ١٩٧٧ في الثالثة عشرة من عمرها بينما كانت تتنزّه على شاطئ نييغتا ونقلت إلى بيونغ يانغ حيث زُوّجَت وأنجبت طفلة.
وتقدّم بعض الجمعيات أرقاماً تشير إلى أن ما يزيد على ٣٠٠ مخطوف موجودون في بيونغ يانغ، بينما تقول السلطات الكورية إنها «أحصت فقط ١٣ شخصاً» وترفض إعادتهم.
ولا يفهم المواطنون اليابانيون تصرّف الحكومة الأميركية، وبدا لهم أن «وراء هذا الإخراج اتفاق وراء الكواليس لا يأخذ بالحسبان مصالح وشعور اليابانيين»، كما ذكر أحد الناشطين لـ«الأخبار». وقد عبّر وزير الخارجية الياباني، ماساهيكو كومارو، عن شعور مواطنيه حين خاطب الأميركيين عبر الصحافة بقوله إنه على الولايات المتحدة التحلي بـ«الشجاعة» لإعادة النظر في سياسة الانفتاح تجاه كوريا إذا لم يكن الإعلان مرضياً ومطابقاً للواقع. واستطرد «إن تسليم بيانات بالأسلحة أمر جيد، إلا أن المشكلة هي في ما يتضمّنه هذا البيان».
وقد رأى أكثر من مراقب أن تصريحات كومارو شبه اعتراف من جانب السلطات اليابانية بـ«عدم قدرتها على التأثير على قرارات واشنطن»، وهو ما لا يساعد على تخفيف حنق اليابانيين المتزايد على أميركا.
وجاء ذلك في أجواء «ضيق اقتصادي» يرى الجميع في الأرخبيل الياباني أنها بسبب «سياسة الإقراض الحمقاء في أميركا»، في إشارة إلى انهيار «القروض الوسخة» مطلع السنة. كما أفاق اليابانيون على نشرة أخبار تشير إلى هبوط سعر الأسهم اليابانية في التعاملات الصباحية بسبب إغلاق سوق الأسهم الأميركية على خسائر حادة بفعل صعود أسعار النفط إلى مستويات قياسية وتجدد المخاوف من شطب المزيد من الأصول في المؤسسات المالية.
وكأن هذا لم يكفِ «لتعكير مزاج التحالف الأميركي ــــــ الياباني»، فقد صادف أمس أيضاً صدور حكم في أوكيناوا بتغريم الحكومة اليابانية ١٤٦ مليون ين بسبب الإزعاج والقلق اللذين يسبّبهما «إقلاع وهبوط الطائرات الأميركية» للسكان في محيط قاعدة «ناها» العسكرية. بينما من المتوقع أن تبدأ في الشهر المقبل «محاكمة أخرى» لجندي أميركي بتهمة اغتصاب يابانية في محيط قاعدة عسكرية في شرق البلاد، وهي حادثة من سلسلة حوادث تحصل بشكل دائم وتسهم في خلق النفور بين اليابانيين والقواعد الأميركية المنتشرة في الأرخبيل.