هجوم على السفارة التركية في كابول لا يثني أنقرة التي تتولى قيادة القوات الدولية في أفغانستان عن الاستمرار في عملها في هذا البلد، في وقت أكدت فيه الرئاسة التركية عزم الرئيس رجب طيب أردوغان على التوجه إلى السعودية في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام اعتباراً من السبت المقبل وتستمر حتى الاثنين. زيارة تتزامن مع أخرى للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمملكة، ما فتح الباب أمام التساؤلات حول إمكانية وجود مبادرة سعودية لاحتواء الخلافات بينهما.
وانفجرت عبوة ناسفة على جانب الطريق المؤدي إلى السفارة التركية في كابول، خلال مرور عربتين مدرعتين كانتا متوجهتين من قيادة القوات التركية في أفغانستان إلى السفارة التركية، لمرافقة السفير التركي في كابول والممثل المدني الأعلى للاطلسي في أفغانستان إسماعيل أراماز. وتسبّبت الاعتداء في مقتل أحد ضباط الصف الأتراك وجرح آخر، كما قتل في التفجير مواطن أفغاني.
وتبنّت حركة طالبان الهجوم، قائلةً إنها استهدفت عربة تقلّ أميركيين. وقال المتحدث باسمها، ذبيح الله مجاهد، إن «التفجير استهدف عربة تقل مواطنين أميركيين... القتلى أميركيون». وأضاف أنه «في حالة مرور عربة تركية أثناء التفجير، فإنها تكون قد تعرضت للضرر عن طريق الخطأ»، مؤكداً «عدم وجود عداوة بين طالبان والأتراك».
وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن تصميم تركيا على مواجهة تلك الهجمات لن يفتر في أي من الأوقات، كذلك ستواصل تركيا إسهاماتها من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في أفغانستان.
وأوضح، في كلمته أمام «لقاء الولايات» الذي نظمته وزارة الداخلية التركية في أنقرة، أن الهجوم استهدف جنوداً يقومون بحماية السفير التركي في كابول والممثل المدني الأعلى للأطلسي في أفغانستان إسماعيل أراماز، مبيّناً أنه أجرى اتصالاً مع الأخير، واستوفى منه معلومات بشأن الوضع. وتباحث الرئيس أردوغان مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، هاتفياً، حول الوضع، وتبادلا المعلومات حول الاعتداء.
يتوجّه أردوغان إلى السعودية السبت في زيارة تستمر 3 أيام


ورأى داود أوغلو أن هذا النوع من «الهجمات الإرهابية جريمة ضد الإنسانية، في أي مكان من العالم، ويتعيّن إدانتها بأشد العبارات»، مشدداً على أن «الوجود التركي في أفغانستان لا يقتصر على المشاركة مع بعثة الناتو، وأن الشعب الأفغاني صديق تاريخي لتركيا، وأن الضباط الأتراك أسهموا بشكل كبير في بناء الجيش الأفغاني».
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن التحقيقات مستمرة للتأكد مما إذا كان الهجوم استهدف الجنود الأتراك بشكل مباشر، أو كان له أهداف أخرى.
وفي ردّه على سؤال حول تأثير الهجوم على الوجود العسكري التركي في أفغانستان، قال جاويش أوغلو إن الوجود العسكري التركي في أفغانستان سيستمر، و«ستستمر مساعداتنا بكل الأشكال لإخواننا الأفغان، وخصوصاً في مجال التنمية». كذلك ذكّر جاويش أوغلو بدور تركيا في تشغيل مطار كابول الدولي، مؤكداً أنها ستزيد من دعمها لأفغانستان.
إلى ذلك، أعلن الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي، فولكان بوزكير، أن هدف تركيا تحديداً هو بلوغ المعايير الأوروبية. وأضاف «تركيا لا تنوي انتظار عضوية الاتحاد الأوروبي أكثر من 50 عاماً. كان هدفنا الأول هو تحقيق تنمية اقتصادية وقد حققناها، أما هدفنا الحالي فهو بلوغ معايير الاتحاد الأوروبي».




(أ ف ب، رويترز، الأناضول)