6 قتلى أميركيين والاحتلال يقصف مستشفى ومحاولة لاغتيال زوجة الطالباني
بغداد ــ الأخباروأوضح النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي، رئيس وفد «الائتلاف العراقي الموحد» الحاكم إلى إيران خالد العطيّة، أنّ البعثة أجرت «محادثات مهمة وبنّاءة حول الأوضاع الأمنية في العراق».
وأضاف، في بيان، أنّ الوفد «لمس موقفاً ايجابياً في إيران في دعم جهود الحكومة لبسط سيادة الدولة في محاربة الخارجين عن القانون». وأكّد أنّ الجانبين اتفقا «على مواصلة الجهود لترسيخ دعائم الاستقرار في العراق ودعم جهود الحكومة في سياستها في بناء العراق الجديد وفق الأسس الدستورية»، من دون أن يشير إلى ما ورد الأسبوع الماضي على لسان مستشار رئيس الحكومة نوري المالكي، سامي العسكري، بشأن وجود «أدلة دامغة» تثبت التورط الإيراني في دعم الميليشيات في بلاد الرافدين.
وتضاربت التقارير بشأن قيام الوفد بإطلاع الإيرانيين على تلك الأدلة، ومن بينها اعترافات عدد من المعتقلين، وصور تؤكّد صلة مسؤولين إيرانيين في دعم الميليشيات، ووثائق وأسلحة إيرانية ضُبطت في العراق. وبحسب مسؤولين اطلعوا على اجتماع الوفد مع قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري، جاسم سليماني، فإن الأخير استقبلهم ببرودة وشكّك بمصادر الأدلة.
لكن المتحدّث باسم الحكومة، علي الدباغ، نفى ذلك، قائلاً: «لا نملك هذا النوع من الأدلة. إذا كانت هناك أدلة صلبة فسندافع عن البلد». وعن مهمّة الوفد الذي أكد الدباغ أنه «غير رسمي» رغم مباركة الحكومة له، أجاب: «لقد تحدثوا (مع المسؤولين الإيرانيين) بصراحة عن المخاوف العراقية»، مشيراً إلى أنّ «الوفد تلقى أجوبة نتمنى أن يجري العمل في نهجها من إيران».
وكشف الدباغ عن تأليف الحكومة للجنة، تضمّ ممثلين عن القائد العام للقوات المسلحة ووزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني، «ستبحث إن كانت هناك تدخلات إيرانية في الشأن العراقي من عدمه وإذا كانت هناك تدخلات فإنها ستقوم بالتأكيد بتوثيقها»، وطرحها «على الحكومة الإيرانية بكل ما تحمله من مسؤولية». لكنه وصف الاتهامات العراقية لإيران بأنها مجرّد «تخمينات»، وليست موقفاً رسمياً للحكومة، مؤكّداً أن بغداد تريد إقامة علاقات جيدة مع طهران.
وعبّر المتحدث باسم قوات الاحتلال في العراق، باتريك دريسكول، في مؤتمر صحافي مشترك مع الدباغ، عن الدعم الأميركي للمحادثات العراقية ـــــ الإيرانية، مشدّداً على أنّ الولايات المتحدة «تدعم أي أرضية للحوار».
في المقابل، قالت وكالة «فارس» الإيرانية إنّ المفاوضين الإيرانيين اشترطوا إيقاف الهجمات الأميركية على مدينة الصدر، إذا أرادت واشنطن استئناف المحادثات مع طهران.
وكشف مسؤول إيراني أن بلاده ترفض استخدام القوة في مواجهة الميليشيات، مشيراً إلى أنه رغم «دعم جهود الحكومة العراقية من أجل نزع سلاح الميليشيات المسلحة، لكننا ننصحها بعدم خوض مواجهة مع السكان».
وأثارت زيارة الوفد العراقي، انتقادات داخلية، حيث شدّد النائب عن التحالف الكردستاني، محمود عثمان، على أن «حلّ الأزمة بين الحكومة والتيار الصدري داخلياً أفضل من اللجوء إلى إيران التي لم يصلنا منها غير الأسلحة وزعزعة الاستقرار». وأضاف أنه «كان على الحكومة إرسال وفد يمثل جميع المكونات في البرلمان إلى إيران، وعدم الاقتصار على وفد الائتلاف العراقي الموحد»، المعروف بعلاقاته الجيدة مع طهران.
على صعيد آخر، نجت زوجة الرئيس جلال الطالباني، هيرو إبراهيم أحمد، من محاولة اغتيال عندما انفجرت عبوة لدى مرور موكبها في حي الكرادة الذي تسكنه وسط بغداد، وأدّى إلى إصابة أربعة من حرّاسها الشخصيّين.
ميدانيّاً، سقط نحو 18 قتيلاً، 14 منهم قضوا في اشتباكات بين «جيش المهدي» وجيش الاحتلال في مدينة الصدر. كما ارتكب الاحتلال جريمة جديدة بحق المدنيين، عندما استهدفت طائراته «مستشفى المهدي» في المدينة، ما أوقع أكثر من 70 جريحاً.
إلى ذلك، اغتيلت الصحافية ثروة عبد الوهاب، التي تعمل مراسلة لعدد من الصحف المحلية في الموصل. وعثرت الشرطة على خمس جثث في أنحاء متفرقة من البلاد.
كما أعلن الجيش الأميركي مقتل أربعة من جنوده في عبوة ناسفة في محافظة الأنبار، لترتفع بذلك حصيلة الجنود القتلى في اليومين الأخيرين إلى ستة.