واشنطن ــ محمد سعيديكشف القائد السابق لقوات الاحتلال الأميركي في العراق، الجنرال ريكاردو سانشيز، في مذكراته التي ستنشر يوم غد، عن تفاصيل جديدة بشأن الأساليب التي اتّبعها مسؤولون كبار في إدارة جورج بوش، وخصوصاً وزير دفاعه السابق دونالد رامسفيلد، في إدارة السنوات الأولى لاحتلال العراق.
ويقول سانشيز إنّ رامسفيلد استدعاه في 19 نيسان 2006، ليعرض عليه مذكرة يؤكد فيها أن أحد الأخطاء الاستراتيجية الكبرى في الحرب، كان إعادة نشر القوات الأميركية في بلاد الرافدين وسحب طاقم القيادة المركزية في تموز 2003، أي بعد أقل من ثلاثة أشهر على الغزو، وهو ما ترك مسؤولية قيادة قوات الاحتلال بيد سانشيز مع طاقم، مهمّته التركيز على المستوى العملياتي والتكتيكي. غير أنّ هذا الطاقم لم يكن مدرباً على مستوى العمليات الاستراتيجية.
وتتضمن مذكرة رامسفيلد التي رفض سانشيز قبول مضمونها أن لا رامسفيلد ولا أيّ مسؤول في إدارة بوش كان يعلم بخفض عدد القوات الأميركية في العراق إلى مستوى ثلاثين ألف جندي بحلول شهر أيلول 2003، حتّى إنّ رامسفيلد نفسه كتب «لم أكن أعلم أن سانشيز هو المسؤول عن القوات في العراق».
ويقول سانشيز إنّه ردّ على رامسفيلد بأنّ «الجميع كان يدرك أنّ الولايات المتحدة فشلت تماماً في تحقيق أيّ هدف أثناء السنة الأولى لنا في العراق، وفي هذا الوقت كانت مئات المليارات تهدر في مقابل لا شيء، ولم يكن الأمر خافيًا على أحد والكل كان يعرف ذلك بمن فيهم (مستشارة الأمن القومي في ذلك الوقت) كوندوليزا رايس، و(مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق) جورج تينيت، و(وزير الخارجيّة) كولن باول، ونائب الرئيس (ديك) تشيني والرئيس بوش».
وقد سبّب رفض سانشيز لمضمون مذكرة وزير الدفاع، إثارة غضب الأخير. وفي عام 2005، استدعاه رئيس الأركان الأميركي بيتر بايس، بناءً على تعليمات من رامسفيلد، ليبلغه بأنّ عمله مع الجيش انتهى من دون الحصول على ترقية كان يترقّبها، وهي رتبة جنرال بأربعة نجوم.
ويقول سانشيز، في مذكراته بعنوان «الأكثر حكمة في المعركة: قصّة جندي» التي نشرت مجلة «تايم» الأميركية جزءاً منها، إنّ «مئات المليارات من الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأميركيين أنفقت في أمور غير ضرورية على الإطلاق، ولا يزال الأمر حتى الآن مستمرّاً حيث نفقد مصادرنا العسكرية الثمينة ويسقط جنودنا جرحى ومصابين من دون داع ويتعرضون للقتل بسبب ما أعتقد أنه عجز كامل وشامل وإهمال للواجب من جانب إدارة بوش».
ويرى سانشيز، الذي أُرغم على ترك منصبه عام 2004 على خلفية التعذيب في فضيحة سجن أبو غريب، أنه استُغلّ من جانب رامسفيلد الذي حوّله إلى كبش فداء، بسبب الدور الذي قام به في السماح باستخدام أساليب وحشية وغير إنسانية ضد السجناء والأسرى العراقيين.