رام الله ــ أحمد شاكروشدد عباس، في مؤتمر صحافي مع رايس عقب لقائهما في رام الله أمس، على ضرورة أن تنفذ إسرائيل المرحلة الأولى من خريطة الطريق. وقال «طالبنا رايس بوجوب وقف كل النشاطات الاستيطانية، وفتح مؤسسات القدس، وإعادة الأوضاع على الأرض إلى ما قبل الثامن والعشرين من أيلول عام 2000، ورفع الإغلاق وإزالة الحواجز وإعادة المبعدين».
وأكد أبو مازن أنه سيلتقي اليوم أولمرت، كما سيلتقي أحمد قريع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لمناقشة قضايا المرحلة النهائية والقضايا اليومية الهامة.
بدورها، اعترفت رايس بأن المستوطنات تمثل مشكلة تؤثر على أجواء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقالت «إن الحكومة الأميركية تأمل بتحسين الأوضاع والفرص لسير عمل خطة خريطة الطريق»، مشيرة إلى أن الفرصة الآن مؤاتية للتحدث عن المفاوضات.
وظهرت الوزيرة الأميركية عاجزة عن الإجابة عن سؤال لأحد الصحافيين عما إذا ما كانت تلقت وعداً إسرائيلياً بإزالة بعض الحواجز، قائلة «أقضي الكثير من الوقت في هذه القضية»، داعية في الوقت نفسه إلى أخذ البعد الأمني لإسرائيل بالاعتبار. وربطت رايس بين قضية الحواجز و«تحسن أداء الأمن الفلسطيني».
وكانت رايس قالت، قبل أن تصل أول من أمس في زيارة للمنطقة تستغرق يومين، إنها ستقيّم الخطوات التي اتخذتها إسرائيل على أرض الواقع لمعرفة ما إذا كانت قد حسّنت من الحياة اليومية للفلسطينيين، بما في ذلك الوعود بإزالة الحواجز.
وجمعت الوزيرة الأميركية رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. وشدد فياض، خلال الاجتماع، على ضرورة التزام إسرائيل بوقف كل الأنشطة الاستيطانية، والتوقف عن سلوكها وممارستها الأمنية، وخصوصاً الاجتياحات للمدن الفلسطينية والاعتقالات والاغتيالات، إضافة إلى ضمان حرية الحركة والمرور.
وخلال مؤتمر صحافي بين رايس ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، رأت الأخيرة أن «المستوطنات لا تمثّل عائقاً أمام السلام». وقالت «لقد أثبتنا في خطة فك الارتباط (من قطاع غزة في عام 2005) أن المستوطنات لم تمثّل عائقاً عندما رأت إسرائيل أنه من الصواب الانسحاب من المستوطنات وإرسال رسالة سلام».
وادعت ليفني أنه «لا تجري الآن إقامة مستوطنات جديدة، ولا مخططات لتوسيع المستوطنات القائمة الآن، أما القول بتوسيع المستوطنات والبناء فيها إنما يسبب الإحباط والتشكيك لدى الجانب الفلسطيني».
وكانت رايس التقت أول من أمس أولمرت، الذي تعهد بالمضي قدماً في محادثات السلام رغم التحقيق معه للاشتباه في ضلوعه بالفساد. وقال «لدينا أجندة وطنية، ولدي أجندة كرئيس لوزراء إسرائيل، وأنوي الالتزام بهذه الأجندة».
وفي السياق، قال مرافقون لوزيرة الخارجية الأميركية إنها تخشى أن تؤثر قضية التحقيق مع أولمرت في تقدم العملية السياسية مع إسرائيل والفلسطينيين. وأضافت المصادر الأميركية ذاتها أن رايس «لم تحب بتاتاً هذه القصة، وهي تعلم أنها وصلت للمنطقة لإعطاء دفعة للعملية السياسية في توقيت غير مريح بتاتاً، وهي قلقة من هذه القضية لكنها لا تتطرق إليها علناً ولا تتحدث عنها حتى مع الصحافيين الذين رافقوها على متن الطائرة».
ورداً على سؤال عن التحقيق مع أولمرت خلال المؤتمر الصحافي مع ليفني، قالت رايس إن «التحقيق مع أولمرت هو شأن داخلي إسرائيلي، وعقدت محادثات جيدة مع رئيس الحكومة ومع وزير الدفاع ووزيرة الخارجية، وأنا واثقة بأننا سنستمر في العملية التي بدأت في أنابوليس رغم الشبهات» ضد أولمرت بالحصول على رشوة مالية.